تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنٗا كَبِيرٗا} (60)

{ وإذ } ، يعنى وقد { قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } ، يعنى حين أحاط علمه بأهل مكة أن يفتحها على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال سبحانه : { وما جعلنا الرءيا التي أريناك إلا فتنة للناس } ، يعنى الإسراء ليلة أسرى به إلى بيت المقدس ، فكانت لأهل مكة فتنة ، ثم قال سبحانه : { والشجرة الملعونة في القرآن } ، يعنى شجرة الزقوم ، ثم قال سبحانه : { ونخوفهم } بها ، يعنى بالنار والزقوم ، { فما يزيدهم } التخويف ، { إلا طغيانا } ، يعنى إلا ضلالا ، { كبيرا } آية ، يعنى شديدا ، وقال أيضا في الصافات لقولهم الزقوم التمر والزبد : { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين } [ الصافات :64 ،65 ] ولا يشبه طلع النخل .

وذلك أن الله عز وجل ذكر شجرة الزقوم في القرآن ، فقال أبو جهل : يا معشر قريش ، إن محمد يخوفكم بشجرة الزقوم ، ألستم تعلمون أن النار تحرق الشجر ، ومحمد يزعم أن النار تنبت الشجرة ، فهل تدورن ما الزقوم ؟ فقال عبد الله بن الزبعري السهمي : إن الزقوم بلسان بربر : التمر والزبد ، قال أبو الجهل : يا جارية ، ابغنا تمرا ، فجاءته ، فقال لقريش وهم حوله : تزقموا من هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا } ، يعنى شديدا .