تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنٗا كَبِيرٗا} (60)

{ وإذ قلنا لك } أوحينا إليك { إن ربك أحاط بالناس } يعني : أهل مكة ، أي : يعصمك منهم ، فلا يصلون إليك حتى تبلغ من الله الرسالة .

{ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك } يعني : ما أراه الله ليلة أسرى به ، وليس برؤيا المنام ، ولكن بالمعاينة { إلا فتنة للناس } للمشركين لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بمسيره إلى بيت المقدس ، ورجوعه في ليلة كذب بذلك المشركون{[617]} فافتتنوا لذلك { والشجرة الملعونة في القرآن } يقول : وما جعلنا أيضا الشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس . قال الحسن ومجاهد :{[618]} هي شجرة الزقوم ، لما نزلت دعا أبو جهل بتمر وزبد ، فقال : تعالوا تزقموا ، فما نعلم الزقوم إلا هذا .

قال الحسن : وقوله : { الملعونة في القرآن } أي : أن أكلتها ملعونون في القرآن قال : { ونخوفهم } بالشجرة الزقوم { فما يزيدهم } تخويفنا إياهم بها وبغيرها { إلا طغيانا كبيرا }


[617]:انظر البخاري – تفسير سورة الإسراء – (5/227) والفتح الرباني (18/193) والدر المنثور (4/191) واللباب (ص 137).
[618]:روى قولهما الطبري (8/104)، (22440)، (22447).