تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (155)

قوله تعالى : { إن الذين تولّوا منكم يوم التقى الجمعان } جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجمع أبا سفيان بأُحد يعني الذين انهزموا بأُحد ، وقيل : أراد به الرماة { إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا } طلب منهم الزلل ودعاهم إليه ببعض ما اكتسبوا من ذنوبهم ، ومعناه أن الذين انهزموا يوم أُحد كان السبب في توليتهم أنهم أطاعوا الشيطان فافترقوا ، فلذلك منعهم التأييد حتى تولّوا ، وقيل : استزلال الشيطان إياهم هو التولي وإنما دعاهم إليه بذنوب قد تقدَّمت لهم ، لأن الذنب يجر إلى الذنب كما أن الطاعة تجر إلى الطاعة ، وقيل : تركهم المركز الذي أمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالثبات فيه فجرَّهم ذلك إلى الهزيمة ، قوله تعالى : { ولقد عفى الله عنهم } لتوبتهم واعتذارهم ،