الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (155)

وقوله تعالى : { الْجَمْعَانِ } : إنما ثُنِّي وإن كان اسمَ جمع وقد نَصَّ النحاةُ على أنه لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ إلا شذوذاً لأنه أُريد به النوعُ ، فإنَّ المعنى : جَمْعُ المؤمنين وجَمْعُ المشركين ، فلما أُريد به ذلك ثُنِّي كقوله :

وكلُّ رفيقَيْ كلِّ رحلٍ وإنْ هما *** تعاطَى القَنا قوماً هما أخَوان

والسين في " استَنْزَلَهم " للطلب ، والظاهرُ أن استفعل هنا بمعنى أَفْعَل لأنَّ القصةَ تَدُلُّ عليه ، فالمعنى حَمَلَهم على الزلة ، ويكون كاسْتَبَلَّ وأَبَلَّ .