تفسير الأعقم - الأعقم  
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (154)

قوله تعالى : { نعاساً يغشى طائفة منكم } هم أهل الصدق واليقين { وطائفة } وهم المنافقون { قد أهمَّتهم أنفسهم } ما بهم إلاَّ همّ أنفسهم لا همّ الدين ولا همّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين { يظنون بالله غير الحق } في حكم المصدر معناه يظنون بالله غير ظن الحق الذي يجب ألا يظن به مثل ذلك و { ظن الجاهلية } بدل منه ويجوز أن يراد ظن أهل الجاهلية ظن أهل الشرك الجاهلين بالله ، قوله تعالى : { يقولون } لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { هل لنا من الأمر من شيء } معناه هل لنا معاشر المسلمين من أمر الله من نصيب قط يعنون النصر والإِظهار على العدو ، قوله تعالى : { قل انَّ الأمر كله لله } ولأوليائه المؤمنين المسترشدين وهم أهل النصر والغلبة { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } وأن جندنا لهم الغالبون { يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك } معناه يقولون لك فيما يظهرون { هل لنا من الأمر من شيء } سؤال المؤمنين وهم فيما يظنون على النفاق يقولون في أنفسهم أو بعضهم لبعضٍ منكرين لقولك لهم : { انَّ الأمر كله لله } { لو كان لنا من الأمر شيءٌ } أي لو كان الأمر كما قال محمد : " أن الأمر كله لله ولأوليائه وأنهم الغالبون " ، لما غلبنا قط ولما قتل من المسلمين قتل في هذه المعركة ، { قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين } يعني في علم الله أن يقتل ويصرع في هذه المصارع وكتب ذلك في اللوح المحفوظ لم يكن بدَّ من وجوده ، قوله تعالى : { كتب عليهم القتل } الذي علم الله أنهم يقتلون { إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدروكم } أي صدور المؤمنين { وليمحص ما في قلوبكم } من وسواس الشيطان .