جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (155)

{ إن الذين تولّوا منكم } : أيها المؤمنون ، { يوم التقى الجمعان{[852]} } : في أُحد ، { إنما استزلّهم{[853]} الشيطان ببعض ما كسبوا } أي : انهزم من الهزم لأجل استزلال الشيطان إياهم ببعض الذنوب ، وإيقاعهم فيه يعني اقترفوا ذنوبا لم يستحقوا معها التأييد الإلهي ، وتقوية القلب فلذا فرّوا أو لأجل أنه حملهم على الذلة التي هي الفرار بسبب ذنب هو بمخالفة الرسول أعني ترك المركز أو بشؤم ذنوب تقدمت لهم فإن المعاصي يجر يجر بعضها بعضا كالطاعة ، { ولقد عفا الله عنهم } تلك الخطيئة ، { إن الله غفور } : للذنوب ، { حليم } : لا يعاجل بعقوبة العصاة .


[852]:المسلمون، والكافرون/12.
[853]:استزلّهم: طلب منهم الزلل، وإذا قلت استزله بكذا جاز أن يكون الزلل المحرض عليه هو ما دخل عليه الباء وجاز أن يكون غيره، والمعنيان اللذان في الشرح بناء على ذلك/12 منه.