التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (155)

قوله تعالى{ إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان غنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور رحيم }

قال البخاري : حدثنا عبدان اخبرنا ابو حمزة عن عثمان بن موهب قال : جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال : من هؤلاء القعود ؟ قالوا : هؤلاء قريش . قال : من الشيخ ؟ قالوا : ابن عمر . فأتاه فقال : إني سائلك عن شئ أتحدثني ؟ قال أنشدك بحرمة هذا البيت ، أتعلم ان عثمان بن عفان فر يوم احد ؟ قال : نعم ، قال : فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها ؟ قال : نعم . قال : فتعلم انه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها ؟ قال : نعم . قال : فكبر . قال ابن عمر : تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه : أما فراره يوم احد فأشهد ان الله عفا عنه .

وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " إن لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه " . وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان احد اعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة ، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى : " هذه يد عثمان " ، فضرب بها على يده فقال : " هذه لعثمان " . اذهب بهذا الآن معك .

( الصحيح7/421-ك المغازي ، ب الآية نفسها ح/4066 ) .