فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (155)

{ إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا } . . . والمراد من تولى عن المشركين يوم أحد ، عن عمر رضي الله عنه وغيره ؛ السدي : يعني من هرب إلى المدينة في وقت الهزيمة دون من صعد الجبل . . ويعني { استزلهم الشيطان } استدعى زللهم بأن ذكرهم خطايا سلفت منهم فكرهوا الثبوت لئلا يقتلوا . . وعلى الجملة فإن حمل الأمر على ذنب محقق فقد عفا الله عنه ]{[1189]} . . { إن الله غفور } يغطي سبحانه ويستر ذنب من زل ثم استغفر وتاب ونزع واستعتب فإن المولى سبحانه يعفو عنه ويصفح ؛ { حليم } لا يعجل على من عصاه وخالفه أمره بالنقمة ولكن يمهل وينظر ليتذكر من يتذكر .


[1189]:ما بين العلامتين[] من الجامع لأحكام القرآن، وقد أورد حديثا عن ابن عمر كما في صحيح البخاري: حدثنا عبد الله أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن وهب قال: جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القعود قالوا هؤلاء قريش، قال من الشيخ؟ قالوا ابن عمر، فأتاه فقال إني سائلك عن شيء أتحدثني ؟ قال أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال نعم، قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال نعم، قال فتعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها ؟ قال نعم قال: فكبر، قال ابن عمر تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (إن لك أجر من شهد بدرا وسهمه) وأما تغيبه عن بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة فقال "أشار" النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى (هذه يد عثمان) فضرب بها على يده "اليسرى" فقال (هذه لعثمان) اذهب بها الآن معك.