فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (155)

( إن الذين تولوا منكم ) عن القتال ( يوم التقى الجمعان ) جمع المسلمين وجمع الكفار أي انهزموا يوم أحد ، وقيل المعنى إن الذين تولوا المشركين يوم أحد ( إنما استزلهم الشيطان ) استدعى زللهم بإلقاء الوسوسة في قلوبهم ( ببعض ) أي بشؤم بعض ( ما كسبوا ) من الذنوب التي منها مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قيل لم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة عشر رجلا ؛ وقيل أربعة عشر . من المهاجرين سبعة ومن الأنصار سبعة ، فمن المهاجرين أبو بكر وعمر وعلي وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهم . وقيل استزلهم بتذكير خطايا سبقت لهم فكرهوا أن يقتلوا قبل إخلاص التوبة منها ، وهذا اختيار الزجاج .

( ولقد عفا الله عنهم ) لتوبتهم واعتذارهم . عن عبد الرحمن بن عوف قال : هم ثلاثة واحد من المهاجرين واثنان من الأنصار ، وعن ابن عباس قال : نزلت في عثمان ورافع بن المعلى وخارجة بن زيد ، وقد روي في تعيين من في الآية روايات كثيرة ( إن الله غفور ) لمن تاب وأناب ( حليم ) لا يعجل بالعقوبة ولا يستأصلهم بالقتل .