تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّيٓ إِنَّ لِي عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (50)

{ ولئن أذقناه رحمة منَّا } أي نعمة وعافية { من بعد ضراء مسّته } أي بعد شدة نالته في ماله ونفسه وأولاده ، فإذا أتاه النعمة جهل فضل الله ولم يشكر نعمه ، بل يعتقد أنه من علمه وتدبيره ويقول : هذا لي أنا أحق به لأنه بفضل علمي حصل { وما أظن الساعة قائمة } على ما وعدته الأنبياء { ولئن رجعت إلى ربي } على التقدير لا على التحقيق ، يعني لا تقوم الساعة ولئن قامت و { رجعت } إلى الله على ما تزعمون ، ف { إن لي عنده للحسنى } ، قيل : شفاعة الأصنام ، وقيل : لأنه أعطانا في الدنيا وذلك لمنزلة لنا عنده فيعطينا كذلك في أمر الآخرة ، فأمن أمر الدنيا في الآخرة ، وعن بعضهم : للكافر أمنيتان : يقول في الدنيا : { ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } ، ويقول في الآخرة : { يا ليتني كنت تراباً } [ النبأ : 40 ] ، وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة { فلننبئن الذين كفروا } بحقيقة ما عملوا من الأعمال الموجبة للعذاب { ولنذيقنّهم من عذاب غليظ } ، قيل : شديد ، وقيل : دائم ، وقيل : متراكم أنواع العذاب