تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّيٓ إِنَّ لِي عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (50)

الآية 50 وقوله تعالى : { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً } قال بعضهم { هذا لي } أي [ ما ]{[18621]} أعطانيه من خير ، علِمه مني .

وجائز أن يكون ما ذكرنا أنهم كانوا يتطيّرون بالرسل عند البلاء والشدة ، والسعة يرونها من أنفسهم .

[ وقوله تعالى ]{[18622]} : { وما أظن الساعة قائمة } كانوا ينكرون البعث والجزاء بما عملوا في الدنيا ، ثم يقولون : لئن كان يذكر محمد من البعث والجزاء للأعمال والجنة فإن{[18623]} لنا دونهم ، وهو قولهم : { وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى } أي إن رُجِعت إلى ربي على ما يقوله محمد { إن لي عنده للحسنى } وهو على ما قالوا في الدنيا : { لو كان خيرا ما سبقونا إليه } [ الأحقاف : 11 ] لما رأوا السعة لأنفسهم في الدنيا دون المؤمنين . فعلى ذلك في الآخرة قالوا : لنا دونهم ، والله الهادي .

ثم أخبر تعالى عما ينزل بهم بأعمالهم في الآخرة ، وهو قوله تعالى : { فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي ننبّئهم بخبر ما عملوا ، لأن ذلك منهم تمنّيا وتشبيها بمن يذيقهم العذاب الغليظ .


[18621]:ساقطة من الأصل وم.
[18622]:في الأصل وم: قالوا.
[18623]:الفاء ساقطة من الأصل وم.