تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (4)

فإذا حاربتم الكفار { فضرب الرقاب } الأعناق وإنما عبر بذلك عن القتل لأنه لا يبقى حياة بعد ضرب الرقبة ، وقيل : أمر بقتلهم من غير أسر ولا فداء { حتى إذا أثخنتموهم } أي قهرتموهم وعزرتموهم ، وقيل : أكثرتم الجراح والقتل وقتلتم بعضهم وجرحتم البعض حتى ضعفوا { فشدّوا الوثاق } يعني شدو وثاق الأسارى ، فأمر تعالى بالقتل والأسر لكيلا يقوى الكفر ، وقيل : أراد كيلا يهربوا { فإمَّا منّا بعد وإمَّا فداءً } أي إما منَّا منكم عليهم بالإِطلاق بعد الأسر من عوض وأما فداءاً يعوض ، وقيل : المن بالإِطلاق وبالإِسلام لأن أسير العرب إذا أمن يطلق وأسير العجم إذا سلم يستعبد { حتى تضع الحرب أوزارها } أثقالها قيل : أراد أن تضع أهل الحرب سلاحها حتى تزول الحرب وهم المحاربون ، أوزارها آثامها بأن يتوبوا من كفرهم ويؤمنوا بالله ، أي أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يظهر الحق والإِسلام على الأديان ، وقيل : حتى ينقطع الحرب عند نزول عيسى فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة وهي آخر أيام التكليف ، وقيل : حتى يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ، وقيل : حتى لا يكون دين إلاَّ الإِسلام { ذلك } ، قيل : الأمر بالجهاد ، وقيل : ما ذكرناه من أحكام الكفر { ولو يشاء الله لانتصر منهم } لأهلكهم { ولكن ليبلو بعضكم ببعض } لو كان الغرض زوال الكفر فقط لأهلكهم لكن الغرض استحقاق الثواب وذلك لا يحصل إلا بالبعيد { والذين قتلوا في سبيل الله } أي في الجهاد في دين الله ، وقيل : قتلوا يوم أحد ، وقاتلوا معناه جاهدوا ، وقرئ بهما جميعاً { فلن يضل أعمالهم } بل هي مقبولة يجازون عليها ثواباً