ثم بيَّن تعالى أن في الجن مؤمناً وكافراً كما في الإِنس فقال سبحانه : { وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن } ، قيل : صرفهم اليه بالأمر ، أمرهم يصيروا اليه ، وقيل : صرفهم إليه بالألطاف ، وقيل : صرفهم إليه بالشهب ، فإنها لما كثرت في أيام الرسول وحرست السماء علم جماعةٌ من الجن أنه لأمرٌ عظيم فصرفوا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لطلب العلم فكان الشهب لطفاً للجن ، قيل : كانوا سبعة نفر فجعلهم رسلاً إلى قومهم ، وقيل : تسعة ، وقيل : من جن نصيبين من أشرافهم منهم زوبعة ، فقربوا حتى بلغوا تهامة ثم اندفعوا إلى وادي نخلة ، فرأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو قائم في جوف الليل يصلي أو في صلاة الفجر فاستمعوا لقراءته ، وذلك عند منصرفه من الطائف حين خرج اليهم يستنصرهم فلم يجيبوه إلى طلبته وأغروا به سفهاؤهم ، وقيل : بل
" أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن ينذر الجن ويقرأ عليهم ، فصرف الله نفراً منهم جمعهم له فقال : " إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة فمن يتبعني ؟ " قالها ثلاثاً ، فأطرقوا إلا عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : لم يحضره ليلة الجن غيري ، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة في شعب الحجون فخط لي خطاً وقال : لا تخرج حتى أعود إليك ، ثم افتتح القراءة وسمعت صوتاً شديداً حتى خفت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغشيه أسودة كثيرة حالت حتى ما أسمع صوته ثم انقطعوا كقطع السحاب ، فقال لي رسول الله : " رأيت شيئاً ؟ " قلت : نعم رجالاً سوداً بثياب بيض ، فقال : " أولئك جن نصيبين وكانوا اثني عشر ألفاً " والسورة التي قرأها { إقرأ باسم ربك } [ العلق : 1 ] { فلما حضروه } للقرآن قالوا : { انصتوا } اسكتوا مستمعين { فلما قضى } تم قراءته وفرغ { ولوا إلى قومهم منذرين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.