اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمۡ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ عِتِيّٗا} (69)

قوله : { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ } أي : ليخرجن من كل أمة وأهل دين{[22007]} من الكفار والشيعة{[22008]} فعلة كفرقة : ومنه الطائفة التي شاعت ، أي : تبعت غاوياً من الغواة .

قال تعالى : { إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً }{[22009]} {[22010]} . والمعنى{[22011]} : أنه -تعالى- يحضرهم أولاً{[22012]} حول جهنم ، ثم يميز البعض من البعض ، فمن كان منهم أشد{[22013]} تمرداً في{[22014]} كفره خص بعذاب عظيم ، لأنَّ عذاب الضال المضل يجب أن يكون فوق عذاب من يضل تبعاً لغيره ، وليس عذاب من يتمرد ويتجبر كعذاب المقلد ، ومعنى الآية : أنه ينزع من كل فرقة من كان أشد عتياًّ وتمرداً ليعلم{[22015]} أنَّ عذابه أشد وفائدة هذا التمييز التخصيص " بشدة العذاب لا التخصيص " {[22016]} بأصل العذاب ، فلذلك قال في جميعهم :


[22007]:في ب: دار.
[22008]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 21/243.
[22009]:في ب: فارقوا. وهي قراءة حمزة والكسائي. السبعة (274).
[22010]:[الأنعام: 159].
[22011]:في ب: فصل والمعنى.
[22012]:أولا: سقط من ب.
[22013]:في ب: أشدهم.
[22014]:في ب: إلى. وهو تحريف.
[22015]:في ب: فيعلم.
[22016]:ما بين القوسين سقط من ب.