{ ثم لننزعن من كل شيعة } أي من كل أمة وفرقة وأهل دين وملة من الكفار . والشيعة الفرقة التي تبعث دينا من الأديان ، وخصص ذلك الزمخشري فقال هي الطائفة التي شاعت أي تبعث غاويا من الغواة ، قال الله تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم{[1172]} وكانوا شيعا } { أيهم أشد{[1173]} على الرحمن عتيا } أي أعصى لله وأعتى وقال ابن عباس : عتيا معصية وعصيا ، فإنه من كل طوائف الغي والفساد أعصاهم وأعتاهم فإذا اجتمعوا طرحهم في جهنم ، والعتي هنا مصدر كالعتو وهو التمرد والعصيان ، أي عصيانا وجرأة .
وقيل : المعنى لننزعن من أهل كل دين قادتهم ورؤساءهم في الشر ، قاله قتادة وفي ذكر الأشد تنبيه على أنه تعالى يعفو عن كثير من أهل العصيان ، ولو خص ذلك بالكفرة ، فالمراد أنه يميز طوائفهم أعتاهم فأعتاهم ويطرحهم في النار على الترتيب ، أو يدخل كلا طبقته التي تليق به ، وللنحويين في إعراب أيهم كلام طويل وأقوال كثيرة أظهرها عند الجمهور من المعربين ، وهو مذهب سيبويه أن أيهم موصولة بمعنى الذي وأن حركتها حركة بناء ، وأشد خبر مبتدأ مضمر والجملة صلة لأي ، وأيهم وصلتها في محل نصب مفعولا به لننزعن ، وعتيا تمييز محول عن المبتدأ المحذوف الذي هو أشد . أي عتوة أشد من عتو غيره .
وعن ابن مسعود قال : يحشر الأول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة أثارهم جميعا ، ثم بدأ بالأكابر والأكابر جرما ، ثم قرأ : { فوربك لنحشرنهم } إلى قوله
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.