اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَيۡكَ مَرَّةً أُخۡرَىٰٓ} (37)

ومعنى " مَنَنَّا عَلَيْكَ " أَنْعَمْنَا عَلَيْكَ " مَرَّةً أُخْرَى " فإن قيل : لِمَ ذكر تلك{[24095]} النِّعَم بلفظ المنّة مع أن هذه اللفظة مؤذية والمقامُ مقامُ التلطف ؟

فالجواب : إنما ذكر ذلك ليعرف موسى عليه السلام{[24096]} أن هذه النعم التي وصل إليها ما كان مستحقاً لشيء منها ، بل إنما خصَّه الله بها لمحض التفضل{[24097]} والإحسان .

فإن قيل : لم قال : " مَرَّةٌ أُخْرَى " مع أنه تعالى ذكر " مِنَنَاً " كثيرة ؟

فالجواب : لَمْ{[24098]} يُعْنِ ب " مَرَّةٌ أُخْرَى " مرة{[24099]} واحدة من المنن ، لأن ذلك قد{[24100]} يقال في القليل والكثير{[24101]} .


[24095]:في ب: لفظ. وهو تحريف.
[24096]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[24097]:في ب: لمن. وهو تحريف.
[24098]:في ب: لمن. وهو تحريف.
[24099]:مرة: سقط من ب.
[24100]:مد: سقط من ب.
[24101]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/51.