اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُفّٖ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (67)

{ أفٍّ لَكُمْ } أي : نتناً وقذراً لكم { وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله } تقدم الكلام على «أُفٍّ » في سورة سبحان{[28901]} . قال الزمخشري : «أُفٍّ » صوت إذا صوت به دل على أنّ صاحبه متضجر ، وأن إبراهيم -عليه السلام-{[28902]} أضجره ما رأى من ثباتهم على عبادتها بعد وضوح الحق وانقطاع عذرهم وزهوق الباطل فتأفف{[28903]} .

واللام في «لَكُم » وفي «لِمَا » لام التبيين ، أي : التأفيف لَكُمْ لا لغيركم ، وهي نظير قوله : { هَيْتَ لَكَ }{[28904]} . ثم قال : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي : أليس لكم عقل تعقلون هذا وتعرفونه ؟


[28901]:عند قوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما} [الإسراء: 23]. وذكر ابن عادل هناك أن فيها أربعين لغة قال: وقد قرئ من هذه اللغات بسبع ثلاث في المتواتر وأربع في الشواذ فقرأ نافع وحفص بالكسر والتنوين، وابن كثير وابن عامر بالفتح دون تنوين، والباقون بالكسر دون تنوين، ولا خلاف بينهم في تشديد الفاء، وقرأ نافع في رواية "إف" بالرفع، وأبو السمال بالضم من غير تنوين، وزيد بن علي بالنصب والتنوين، وابن عباس "أف" بالسكون. انظر اللباب 5/226 والسبعة (379،429-430)، الكشف 2/544 البحر المحيط 6/23.
[28902]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[28903]:الكشاف 3/16.
[28904]:[يوسف: 23]. فيمن قرأ بهاء مفتوحة وياء ساكنة وتاء مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، فـ "هيت" اسم فعل فإن كان مسماه فعل ماض أي تهيأت، فاللام متعلقة به كما تتعلق بمسماه لو صرح به. أما إن كان مسماه فعل أمر بمعنى أقبل أو تعال، فاللام للتبيين أي إرادتي لك أو أقول لك وأما من قرأ "هئتُ" مثل جئت فهو فعل بمعنى تهيأت، واللام متعلقة به وأما من قرأ كذلك ولكن جعل التاء ضمير المخاطب فاللام للتبيين مثلها مع اسم الفعل. المغني 1/222.