اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ} (79)

قوله :

{ فَفَهَّمْنَاهَا } . قرأ العامة «فَفَهَّمْنَاهَا » بالتضعيف الذي للتعدية ، والضمير للمسألة أو للفتيا{[29077]} .

وقرأ عكرمة : «فَأَفْهَمْنَاهَا » بالهمزة{[29078]} عداه بالهمزة كما عدّاه العامة بالتضعيف{[29079]} .

فصل{[29080]}

قال أكثر المفسرين : دخل رجلان على داود -عليه السلام{[29081]}- أحدهما : صاحب حرث والآخر صاحب غنم ، فقال صاحب الحرث : إن غنم هذا دخلت في حرثي ليلاً فأفسدته ، فلا يبق منه شيئاً ، فقال داود : اذهب فإن الغنم لك . فخرجا فمرا على سليمان ، فقال : كيف قضى بينكما ؟ فأخبراه ، فقال : لو وليت أمرهما لقضيت بغير هذا . وروي أنه قال : غير هذا أرفق بالفريقين{[29082]} فأخبر بذلك داود ، فدعاه ، فقال : كيف تقضي ، وروي أنه قال له{[29083]} : بحق النبوة والأبوة إلاّ أخبرتني بالذي هو أرفق{[29084]} بالفريقين ، فقال : ادفع الغنم إلى صاحب الحرث ينتفع بدرها ونسلها وصوفها ومنافعها ، ويبذر صاحب الغنم لصاحب الحرث مثل حرثه ، فإذا صار الحرث كهيئته يوم أكل دفع إلى أهله ، وأخذ صاحب الغنم غنمه ، فقال داود : القضاء ما قضيت . وقال ابن مسعود ومقاتل : إن راعياً نزل ذات ليلة بجنب كرم ، فدخلت الأغنام الكرم وهو لا يشعر فأكلت القضبان ، وأفسدت الكرم ، فذهب صاحب الكرم من الغد إلى داود ، فقضى له بالغنم ، لأن لم يكن بين ثمن الكرم وثمن الأغنام تفاوت وذكر باقي القصة . قال ابن عباس : حكم سليمان ذلك وهو ابن إحدى عشرة سنة وأما حكم الإسلام : أنّ ما أفسدت الماشية المرسلة بالنهار من مال الغير فلا ضمان على ربها ، وما أفسدت بالليل ضمنه ربها ، لأنَّ في عرف الناس أنَّ أصحاب الزروع يحفظونها بالنهار ، والمواشي تسرح بالنهار ، وترد بالليل إلى المراح{[29085]} .

روى ابن{[29086]} محيصة أنّ ناقة لِلْبَرَاء بن عازِب{[29087]} حائطاً{[29088]} فَأَفْسَدَتْ ، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -{[29089]} «أَنَّ على أَهْل الحَوَائِط حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضَامِنٌ على أهْلِهَا »{[29090]} .

وذهب أصحاب الرأي إلى أن المالك إذا لم يكن معها فلا ضمان عليه فيما اتلفت الماشية ليلاً كان أو نهاراً{[29091]} .

فصل{[29092]}

قال أبو بكر الأصم : إنهما لم يختلفا في الحكم البتة ، وأنه تعالى بين لهما الحكم على لسان سليمان . والصواب أنهما اختلفا ، ويدل على إجماع الصحابة -رضي الله عنهم- وأيضاً قوله تعالى : { وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } ، ثم قال : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } والفاء للتعقيب ، فوجب أن يكون ذلك الحكم سابقاً على هذا الفهم ، وذلك الحكم السابق إن اتفقا فيه لم يبق لقوله { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } فائدة . وإن اختلفا فيه فهو المطلوب .

فصل{[29093]}

احتج الجبائي على أنّ الاجتهاد غير جائز من الأنبياء بوجوه :

الأول : قوله تعالى : { قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نفسي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ }{[29094]} وقوله : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى }{[29095]} .

الثاني : أنّ الاجتهاد طريقه الظن وهو قادر على اليقين ، فلا يجوز المصير إلى الظن كالمعاين للقبلة لا يجوز الاجتهاد .

الثالث : لو جاز له الاجتهاد في الأحكام لكان لا يقف في شيء منها ، فلما وقف في مسألة الظهار واللعان إلى ورود الوحي دلّ على أنّ الاجتهاد غير جائز عليه .

الرابع : أنّ الاجتهاد إنما يصار إليه عند فقد النص ، وفقد النص في حق الرسول كالممتنع فوجب أن لا يجوز الاجتهاد .

الخامس : لو جاز الاجتهاد من الرسول أيضاً من جبريل ، وحينئذ لا يحصل الأمان بأن{[29096]} هذه الشرائع التي جاء بها أهي من نصوص الله أم من اجتهاد جبريل ؟

وأجيب عن الأول : أنّ الآية واردة في إبدال آية بآية ، لأنه عقيب قوله : { قَالَ{[29097]} الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذآ أَوْ بَدِّلْهُ }{[29098]} ولا مدخل للاجتهاد في ذلك .

وأما قوله : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى } فمن جوَّز له بالاجتهاد يقول{[29099]} إنّ الذي اجتهد فيه هو عن وحي على{[29100]} الجملة ، وإن لم يكن ذلك{[29101]} على التفصيل ، وأيضاً فالآية واردة في الأداء عن الله لا في حكمه الذي يكون بالعقل .

وعن الثاني : أنَّ الله تعالى إذا قال له إذا غلب على ظنك كون الحكم معللاً في الأصل بكذا ، ثم غلب على ظنك قيام ذلك المعنى في صورة أخرى فاحكم بمثل ذلك الحكم ، فههنا الحكم مقطوع به ، والظن غير واقع فيه بل في طريقه .

وعن الثالث : لعله -عليه السلام-{[29102]} كان ممنوعاً عن الاجتهاد في بعض الأنواع ، أو كان مأذوناً له مطلقاً ، لكنه لم يظهر له في تلك الصورة وجه الاجتهاد فتوقف .

وعن الرابع : لِمَ لا يجوز أن يحبس النص عنه في بعض الصور فحينئذ يحصل شرط جواز الاجتهاد .

وعن الخامس : أن هذا الاحتمال{[29103]} مدفوع بإجماع الأمة على خلافه . ثم الذي يدل على جواز الاجتهاد لهم وجوه :

الأول : أنه -عليه السلام{[29104]}- إذا{[29105]} غلب على ظنه أنَّ الحكم في الأصل معلّل بمعنى ثم علم أو ظن قيام ذلك المعنى في صورة أخرى ، فلا بُدَّ وأن يغلب على ظنه أنَّ{[29106]} حكم الله في{[29107]} هذه الصورة مثل ما في الأصل كقوله -عليه السلام-{[29108]} .

{ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِهِ }{[29109]} .

الثاني : قوله تعالى : { فَاعْتَبِرُوا }{[29110]} أمر الكل بالاعتبار ، فوجب اندراج الرسول- عليه السلام{[29111]}- فيه لأنه إمام المعتبرين وأفضلهم .

الثالث : أن الاستنباط أرفع درجات العلماء ، فوجب أن يكون للرسول{[29112]} فيه مدخل ، وإلا لكان كل واحد من المجتهدين أفضل منه في هذا الباب . فإن قيل : إنما يلزم لو لم يكن درجته أعلى من الاعتبار ، وليس الأمر كذلك لأنه كان يستدرك الأحكام وحياً على سبيل اليقين ، فكان أرفع درجة من الاجتهاد ( قصاراه الظن .

فالجواب : لا يمتنع أن لا يجد النص في بعض المواضع ، فلو لم يكن من أجل الاجتهاد ){[29113]} لكان أقل درجة من المجتهد الذي يمكنه تعرف ذلك{[29114]} الحكم من الاجتهاد ، وأيضاً فقد تقدم أن الله لما أمره بالاجتهاد كان ذلك مفيداً للقطع .

الرابع : قوله -عليه السلام{[29115]}- «العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ »{[29116]} فوجب أن يثبت للأنبياء درجة الاجتهاد ليرث العلماء عنهم ذلك .

الخامس : قوله تعالى : { عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ }{[29117]} فذاك الإذْنُ إن كان بإذن الله -تعالى- استحال له «لِمَ أَذِنْتَ » وإن كان بهوى{[29118]} النفس فهو جائز . وإن كان بالاجتهاد فهو المطلوب .

فصل{[29119]}

قال الجبائي : لو جوزنا الاجتهاد من الأنبياء ففي هذه المسألة لا نجوزه لوجوه :

أحدها : أن الذي وصل إلى صاحب الزرع من دَر الماشية وصوفها ومنافعها مجهول المقدار ، فكيف يجوز الاجتهاد وأخذ المجهول عوضا عن الآخر .

وثانيها : أن اجتهاد دواد – عليه السلام{[29120]} - إن كان صواباً لزم أن لا ينقض{[29121]} لأنَّ الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد ، وإن كان خطأ وجب أن يبين الله توبته{[29122]} كسائر ما حكاه عن الأنبياء -عليهم السلام-{[29123]} ، فلما مدحهما بقوله : { وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } دَلَّ على أنه لم يقع الخطأ من داود عليه السلام{[29124]} .

وثالثها : لو حكم بالاجتهاد لكان الحاصل هناك ظناً لا علماً لكن الله تعالى قال : { وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } .

ورابعها : كيف يجوز أن يكون عن اجتهاد مع قوله : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } .

وأجيب عن الأول : بأنَّ الجهالة في القدر لا تمنع من الاجتهاد كالجِعَالاَت{[29125]} ، وحكم المصرّاة{[29126]} .

وعن الثاني : لعلَّ خطأه كان من باب الصغائر .

وعن الثالث : إنّ المتمسك بالقياس فإن الظن واقع في طريق الحكم ، فأمَّا الحكم فمقطوع به .

وعن الرابع : أنَّ المجتهد إذا تأمل واجتهد وأداه اجتهاده إلى حكم كأن الله -تعالى{[29127]}- فهمه من حيث بين له{[29128]} طريق ذلك .

فهذا جملة الكرم في بيان أنه لا يمتنع أن يكون اختلاف داود وسليمان في ذلك الحكم إنما كان بسبب الاجتهاد . وأما بيان أنه لا يمتنع أيضاً أنْ يكون اختلافهما فيه بسبب النص ، فوجهه أنْ يقال : إنَّ داود -عليه السلام{[29129]}- كان مأموراً بالحكم من قبل الله -تعالى- ثم إنه تعالى نسخ ذلك بالوحي{[29130]} إلى سليمان خاصة ، وأمره أن يعرف داود ذلك فصار ذلك الحكم حكمهما جميعاً .

وقوله : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } أي : أوحينا إليه . فإن قيل : هذا باطل لوجهين :

الأول : لما أنزل الله الحكم الأول على داود{[29131]} وجب أن ينزل نسخه أيضاً على داود لا على سليمان .

الثاني : أن الله تعالى مدح كل واحد منهما على الفهم ، ولو كان ذلك على سبيل النص لم يكن في فهمه كثير مدح .

واعلم أنَّ القول الأول أولى ، لأنه روي في الأخبار الكثيرة أن داود لم يكن بت الحكم في ذلك حتى سمع من سليمان أنَّ غير ذلك أولى ، وفي بعضها أنّ داود ناشده لكي يورد ما عنده ، ولو كان نصاً لكان يظهره ولا يكتمه . ووجه الاجتهاد فيه ما ذكره ابن عباس : أن داود -عليه السلام{[29132]}- قوّم قدر الضرر في الكرم فكان مساوياً لقيمة الغنم وكان عنده أنّ الواجب في ذلك الضرر أن يزال{[29133]} بمثله من النفع ، فلا جرم سلم الغنم إلى المجني عليه كما قال أبو حنيفة{[29134]} في العبد إذا جنى على النفس يدفعه المولى بذلك أو يفديه{[29135]} .

وأما سليمان فأداه{[29136]} اجتهاده إلى أنه يجب مقابلة الأصول بالأصول والزوائد بالزوائد وأما مقابلته بالزوائد فغير جائز ، لأنه يقتضي الحيف ، ولعل منافع الغنم في تلك السنة كانت موازنة فحكم به ، كما قال الشافعي{[29137]} : فيمن غصب عبداً فأبق من يده أنه يضمن القيمة فينتفع بها المغصوب منه{[29138]} بإيزاء ما فوته الغاصب من منافع العبد فإذا ظهر ترادّا .

فصل{[29139]}

إذا ثبت أنّ تلك المخالفة كانت مبنية على الاجتهاد ، فهل تدل هذه القصة على أَنَّ المصيب واحد ، أو الكل مصيبين ؟ فمن قال : إنَّ المصيب واحد استدل بقوله تعالى { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } قال : ولو كان الكل مصيبون لم يكن لتخصيص سليمان بهذا التفهيم فائدة . وأما القائلون بأنَّ الكل مصيبون فمنهم من{[29140]} استدل بقوله تعالى { وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } ، ولو كان المصيب{[29141]} واحداً ومخالفه مخطئاً لما صح أن يقال : { وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } قال ابن الخطيب : وكلا الاستدلالين ضعيف أما الأول : فلأنّ الله -تعالى- لم يقل إنه فهمه الصواب ، فيحتمل أنه فهممه الناسخ ، ولم يفهم ذلك داود ، فكل واحد منهما مصيب فيما حكم به على أن أكثر ما في الآية أنَّها دالة على أنَّ داود وسليمان{[29142]} ما كانا مصيبين ، وذلك لا يوجب أن يكون الأمر كذلك في شرعنا .

وأما الثاني : فلأنه تعالى لم يقل : كلاًّ آتيناه فيما حكم به هنا ، بل يجوز أنْ يكون إيتاؤه حكماً في شرعهم أنْ يكون الأمر كذلك في شرعنا{[29143]} .

قوله تعالى : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال يُسَبِّحْنَ } هذه من النعم التي خصَّ بها داود فقوله : { يُسَبِّحْنَ } في موضع نصب على الحال{[29144]} .

«والطَّيْرَ » يجوز أن ينتصب نسقاً على «الجِبَالَ » ، وأن ينتصب على المفعول معه{[29145]} وقيل : «يسبِّحْنَ » مستأنف فلا محل له{[29146]} . وهو بعيد . وقرئ «وَالطَّيْرُ » رفعاً وفيه وجهان :

أحدهما : أنه مبتدأ والخبر محذوف ، أي : والطير مسخرات أيضاً{[29147]} .

والثاني : أنه نسق على الضمير في «يُسَبِّحْنَ » ، ولم يؤكد ولم يفصل ، وهو موافق لمذهب الكوفيين{[29148]} .

فصل

قال ابن عباس{[29149]} : ( كان يفهم ){[29150]} تسبيح الحجر والشجر .

وقال وهب : كانت الجبال تجاوبه بالتسبيح ، وكذلك الطير .

وقال قتادة : «يُسَبِّحْنَ » أي : يصلين مع إذا صلى . وقيل : كان داود إذا فتر سمعه الله تسبيح الجبال والطير لينشط في التسبيح ويشتاق إليه{[29151]} .

وقال بعض المفسرين{[29152]} : إنه يحتمل أن يكون تسبيح الجبال والطير بمثابة قوله : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ }{[29153]} وتخصيص داود -عليه السلام{[29154]}- بذلك إنما كان بسبب أنه كان يعرف ذلك ضرورة فيزداد يقيناً وتعظيماً .

وقالت المعتزلة : لو حصل الكرم في الجبل لحصل إما بفعله أو بفعل الله فيه ، والأول محال ، لأن بنية الجبل لا تحتمل الحياة والعلم والقدرة ، وما لا يكون حياً قادراً عاقلاً{[29155]} يستحيل منه الفعل .

والثاني محال ، لأن المتكلم عندهم من كان فاعلاً للكلام لا من كان محلاً للكلام فلو كان فاعل ذلك الكلام هو الله لكان المتكلم هو الله لا الجبال . فثبت أنَّه لا يمكن إجراؤه على ظاهره ، فعند هذا قالوا : معنى قوله : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال } قوله : { يا جبال أَوِّبِي مَعَهُ }{[29156]} أي : تصرفي معه وسيري بأمره . ومعنى «يُسَبِّحْنَ » من السبح الذي هو السباحة خرج اللفظ فيه على التكثير ولو أفرد لقيل : اسبحي ، فلما كثر قيل سبحي معه ، أي : سيري وهو كقوله : { إِنَّ لَكَ فِي النهار سَبْحَاً طَوِيلاً }{[29157]} أي : تصرفاً ومذهباً ، إذا ثبت هذا فنقول : إن سيرها هو التسبيح لدلالته على قدرة الله . واعلم أنّ مدار هذا القول على أن بنية الجبال لا تقبل الحياة ، وأن المتكلم من فعل الكلام ، وكلاهما ممنوع ، وأما «الطّيْر » فلا امتناع أن يصدر عنها الكلام ، ولكن أجمعت الأمة على أنّ المكلفين إمَّا الجن والإنس والملائكة فيمتنع فيها أن تبلغ في العقل إلى درجة التكليف بل يكن حاله كحال الطفل في أن يُؤْمر ويُنْهَى . وإن لم يكن مكلفاً فصار ذلك معجزة من حيث جعلها في الفهم بمنزلة المراهق . وأيضاً فيه{[29158]} دلالة على قدرة الله وعلى تنزيهه عمّا لا يجوز فيكون القول فيه كالقول في الجبال{[29159]} . وقدم الجبال على الطير ، لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب وأدل على القدرة وأدخل في الإعجاز ، لأنها جماد والطير حيوان{[29160]} .

ثم قال : { وَكُنَّا فَاعِلِينَ } أي : قادرين على أنْ نفعل وإنْ كان عجباً عندكم وقيل : نفعل ذلك بالأنبياء -عليهم السلام-{[29161]} .


[29077]:انظر البحر المحيط 6/330.
[29078]:في ب: بالهمز. المختصر (92)، البحر المحيط 6/330.
[29079]:انظر البحر المحيط 6/330.
[29080]:هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/195-199.
[29081]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29082]:في ب: أوفق الفريقين. وهو تحريف.
[29083]:له: سقط من ب.
[29084]:في ب: أوفق.
[29085]:في الأصل: الراح. وهو تحريف. هذا الحكم قاله الإمام الشافعي – رحمه الله – واحتج بالحديث المروي عن البراء بن عازب الآتي. الفخر الرازي 22/199.
[29086]:في النسختين: روى محيصة. والصواب ما أثبته وهو حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود الأنصاري المدني وينسب إلى جده، أخذ عن أبيه، وأخذ عنه الزهري، مات سنة 113 هـ. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/202.
[29087]:تقدم.
[29088]:الحائط هنا: البستان من النخيل إذا كان عليه الحائط وهو الجدار، وجمعه الحوائط. اللسان (حوط).
[29089]:وسلم: سقط من الأصل.
[29090]:أخرجه مالك في الموطـأ (أقضية) 2/748، أحمد 5/436.
[29091]:هذا الحكم قاله الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – حيث قال: لا ضمان عليه ليلا كان أو نهارا إذا لم يكن متعديا بالإرسال لقوله صلى الله عليه وسلم: "جرح العجماء جبار" الفخر الرازي 22/199.
[29092]:في ب: قوله. وهو تحريف. هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/195-197.
[29093]:هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/196-197.
[29094]:[يونس: 15].
[29095]:[النجم: 3].
[29096]:في النسختين: أن.
[29097]:في النسختين: وقال. وهو تحريف.
[29098]:[يونس: 15].
[29099]:في الأصل: ويقول. وهو تحريف.
[29100]:في الأصل: عن.
[29101]:في ب: كذلك. وهو تحريف.
[29102]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29103]:في النسختين: الاجتهاد. والصواب ما أثبته.
[29104]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29105]:في ب: لو.
[29106]:أن: سقط من ب.
[29107]:في ب: و. وهو تحريف.
[29108]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29109]:أخرجه مسلم (صيام) 2/804.
[29110]:من قوله: {فاعتبروا يا أولي الأبصار} [الحشر: 2].
[29111]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29112]:في ب: الرسول.
[29113]:ما بين القوسين سقط من ب.
[29114]:في ب: ذي. وهو تحريف.
[29115]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29116]:أخرجه ابن ماجة (مقدمة) 1/81، أحمد 5/196.
[29117]:من قوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين} [التوبة: 43].
[29118]:في ب: هوى.
[29119]:هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/197-198.
[29120]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29121]:في ب: لا ينقص. وهو تحريف.
[29122]:في ب: توبته عنه.
[29123]:في ب: عليهم الصلاة والسلام.
[29124]:?????
[29125]:الجعالة والجعالات: ما يتجاعلونه عند البعوث أو الأمر يحزبهم من السلطان. اللسان (جعل).
[29126]:في الأصل: المصرات.
[29127]:تعالى: سقط من ب.
[29128]:له: سقط من ب.
[29129]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29130]:في ب: الوحي. وهو تحريف.
[29131]:في الأصل: على الأول داود، وهو تحريف.
[29132]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29133]:في الأصل: أن ينزال.
[29134]:في ب: أبو حنيفة –رضي الله عنه-.
[29135]:في الأصل: أو يفيده. وفي ب: أو يعديه. والصواب ما أثبته.
[29136]:في ب: فإذا أداء.
[29137]:في ب: الشافعي – رحمه الله -.
[29138]:منه: سقط من ب.
[29139]:هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/198-199.
[29140]:من: سقط من ب.
[29141]:في الأصل: المصيبو. وهو تحريف.
[29142]:ما: سقط من ب.
[29143]:الفخر الرازي 22/199.
[29144]:انظر الكشاف 3/17، التبيان 2/923، البحر المحيط 6/331.
[29145]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/586 الكشاف 3/17، البيان 2/163، التبيان 2/923 البحر المحيط 6/331.
[29146]:انظر الكشاف 3/17، البحر المحيط 6/331.
[29147]:التبيان 3/923، البحر المحيط 6/331.
[29148]:انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/400، مشكل إعراب القرآن 2/86، التبيان 2/923 البحر المحيط 6/331.
[29149]:من هنا ما نقله ابن عادل عن البغوي 5/505-506.
[29150]:ما بين القوسين سقط من ب.
[29151]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 5/505-506.
[29152]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/199-200.
[29153]:[الإسراء: 44].
[29154]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[29155]:في ب: عاقلا قادرا.
[29156]:في قوله تعالى: {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنّا له الحديد} [سبأ: 10].
[29157]:[المزمل: 7].
[29158]:فيه: تكملة ليست في المخطوط.
[29159]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/199-200.
[29160]:انظر الكشاف 3/17.
[29161]:في ب: عليه الصلاة والسلام.