اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (15)

قوله : { وَإِن جَاهَدَاكَ على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا } يعني أن خدمتهما واجبة ، وطاعتهما لازمة ما لم يكن فيها ترك طاعة الله فإن أفضى إليه فلا تُطِعْهُما ، وتقدم تفسير الآية في العنكبوت . وقوله : «مَعْرُوفاً » صفة لمصدر محذوف{[42439]} أي صِحَاباً مَعْروفاً وقيل : الأصل : بمعروف{[42440]} .

قوله : { واتبع سبيل من أناب إليّ } أي دين من أقبل إلى طاعتي وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عطاء عن ابن عباس : يريد : أبا بكر{[42441]} ، وذلك أنه حين أسلم أتاه عثمانُ وطلحة والزبير وسعدُ بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عَوْف وقالوا له : ( لقد ) صَدَّقْتَ هذا الرجل وآمنت{[42442]} به قال نعم هو صادق فآمنوا ثم حملهم{[42443]} إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أسلموا وهؤلاء لهم سابقة الإسلام أسلموا بإرشاد أبي بكر قال الله ( تعالى{[42444]} ) : { واتبع سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } يعني أبا بكر .

قوله : «إِلَيَّ » متعلق «بأَنَاب » ثم «إِليَّ » متعلق بمحذوف لأنه خبر «مرجعكم » فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تعملون . قيل : نزلت هاتان الآيتان في سَعْدِ بْنِ أبي وَقَّاص{[42445]} وأمِّه ، وقيل : الآية عامة{[42446]} .


[42439]:التبيان 1044.
[42440]:السابق.
[42441]:نقله أبو الفرج الجوزي في زاد المسير 6/320 كما ذكره السيوطي في أسباب النزول 125.
[42442]:نفسه. وفي "ب" وأثبت.
[42443]:في "ب" "فحملهم".
[42444]:ساقط من "ب".
[42445]:ذكر ذلك ابن كثير عن الطبراني 3/445.
[42446]:وهو ما لم يوافق عليه القرطبي حيث قال: "والصحيح أن هاتين الآيتين نزلتا في شأن سعد بن أبي وقاص" القرطبي 14/63.