قوله ( تعالى ){[48773]} : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ . . . } الآية اعلم أن الكلام ابتداء من قوله تعالى : { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا في أَكِنَّةٍ } [ فصلت : 5 ] إلى قوله : { إِنَّنَا عَامِلُونَ } [ فصلت : 5 ] .
وأجاب الله تعالى عن تلك الشبهة{[48774]} واتصل الكلام إلى هذا الموضع ، ثم إنه تعالى حكى عنهم شبهة أخرى فقال : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ } العامة على فتح الغين وهي تحتمل وجهين :
أحدهما : أن تكون من «لَغِيَ » بالكسر يَلْغَى ، وفيها معنيان :
أحدهما : من ألغى إذا تكلم باللغو وهو ما لا فائدة فيه{[48775]} .
والثاني : أنه من لغى بكذا أي رمى به فتكون «في » بمعنى الباء أي ارموا به وانبذوه{[48776]} .
والثاني : من الوجهين الأولين : أن يكون من «لَغَا » بالفتح أيضاً حكاه الأخفش ، وكان قياسه الضم كغزا يغزو ، ولكنه فتح لأجل حرف الحلق{[48777]} . وقرأ قتادة وأبو حيوة وأبو السمال والزعفراني وابن أبي إسحاق وعيسى بضم الغين ، من لغا بالفتح يَلغُو كدَعَا يَدُعُوا{[48778]} ، وفي الحديث : «فَقَدْ لَغَوْتَ »{[48779]} وهذا موافق لقراءة غير الجمهور .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني الغَطُوا فيه ، كان بعضهم يوصي بعضاً : إذا رأيتم محمداً يقرأ فعارضوه بالرجز والشعر واللغو .
قال مجاهد : والغوا في بالمكاء{[48780]} والصّفير . وقال الضحاك : أكثروا الكلام فيختلط عليه ما يقول ؛ وقال السّدي صيحوا في وجهه . «لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ » على قراءته{[48781]} ، وهذا جهل{[48782]} منهم لأنهم في الحال أقروا بأنهم مشتغلين باللغو والباطل من العمل والله تعالى ينصر محمداً بفضله ولما ذكر الله تعالى هددهم بالعذاب الشديد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.