اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَأَلۡقِيَاهُ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ} (26)

قوله : «الَّذِي جَعَلَ » يجوز أن يكون منصوباً على الذَّمِّ ، أو على البدل من «كُلَّ » وأن يكون مجروراً بدلاً من «كَفَّارٍ » ، أو مرفوعاً بالابتداء والخبر «فَأَلْقِيَاهُ »{[52434]} . قيل : ودخلت الفاء لشبهِهِ بالشرط ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر ، أي هو الذي جعل ، ويكون «فَأَلْقِيَاهُ » تأكيداً{[52435]} .

وجوز ابن عَطِيَّة أن يكون صفة «لِكَفَّارٍ » ؛ قال : من حيث يختص «كفار » بالأوصاف المذكورة فجاز وصفه لهذه المعرفة{[52436]} . وهذا مردودٌ . وقرئ بفتح التَّنوين{[52437]} في «مُرِيب » فراراً من تَوَالي أَرْبع متجانساتٍ{[52438]} .


[52434]:السابق.
[52435]:نقله في المرجع السابق.
[52436]:لأن النكرة لو وصفت بأشياء كثيرة لم يجز أن توصف بالمعرفة.
[52437]:لا أعرف لمن هذه القراءة وذكرها صاحب التبيان 1176.
[52438]:الكسرات والياء.