اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَحۡرُثُونَ} (63)

قوله : { أَفَرَأَيْتُم } وما بعده تقدم نظيره ، وهذه حجة أخرى ، أي : أخبروني عما تحرثون من أرضكم ، فتطرحون فيها البَذْر ، أأنتُم تُنشئُونه ، وتجعلونه زرعاً ، فيكون فيه السُّنبل والحب ، أم نحن نفعل ذلك وإنما منكم البِذْر وشقُّ الأرض ؟ فإذا أقررتم بأن إخراج السُّنبلة من الحبَّة ليس إليكم ، فكيف تنكرون إخراج الأموات من الأرض وإعادتهم ؟ .

وأضاف الحَرْث إليهم ، والزَّرع إليه تعالى ؛ لأنَّ الحرث فعلهم ، ويجري على اختيارهم ، والزرع من فعل الله - تعالى - وينبت على اختياره لا على اختيارهم{[54981]} .

وكذلك ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا يَقُولنَّ أحدُكمْ : زَرعتُ ، وليقُلْ حرثتُ ، فإنَّ الزَّارعَ هُوَ اللَّهُ » .


[54981]:ينظر: القرطبي 17/141.