اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ} (71)

قوله : { أَفَرَأَيْتُمُ النار التي تُورُونَ } .

أي : أخبروني عن النَّارِ التي تظهرونها بالقَدْحِ من الشجر الرطب{[55026]} .

و«تُوُرون » : من أوريت الزند ، أي : قدحته فاستخرجت ناره ، وورى الزند يري أي : خرجت ناره ، وأصل «تُورُون » توريون .

والشَّجرة التي يكون منها الزناد هي المَرْخُ والعفار .

ومنه قولهم : «فِي كُلِّ شجرٍ نارٌ ، واستَمْجدَ المَرْخُ والعَفَارُ » .

أي : استكثروا منها ، كأنهما أخذا من النَّار ما حسبهما .

وقيل : إنهما يسرعان الوَرْي .


[55026]:ينظر: القرطبي 17/143.