اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ءَامَنَّا بِهِۦ وَعَلَيۡهِ تَوَكَّلۡنَاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ مَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (29)

قوله : { قُلْ هُوَ الرحمن آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } قد تقدم ، لِمَ أخر متعلق الإيمان وقدم متعلق التوكل ، وأن التقديم يفيد الاختصاص .

قال القرطبيُّ{[57476]} : إنما قدم لوقوع «آمَنَّا » تعريضاً بالكافرين ، حين ورد عقب ذكرهم ، كأنه قيل : آمنا ولم نكفر كما كفرتم ، ثم قال : «وعَليْهِ تَوكَّلْنَا » خصوصاً لم نتكل على ما أنتم متكلون عليه من رجالكم وأموالكم ، قاله الزمخشري{[57477]} .

وقرأ الكسائي{[57478]} : «فَسَيْعلمُونَ » بياء الغيبة ، نظراً إلى قوله «الكَافِرينَ » .

والباقون : على الخطاب ، إما على الوعيد ، وإما على الالتفات من الغيبة المرادة في قراءة الكسائي ، وهو تهديد لهم ، أي : فستعملون عند معاينة العذاب ، من الضال نحن أم أنتم .


[57476]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 18/144.
[57477]:ينظر: الكشاف 4/583.
[57478]:ينظر: السبعة 644، والحجلة 6/307، وإعراب القراءات 2/380، وحجة القراءات 716، والعنوان 194، وشرح شعلة 5/6، وشرح الطيبة 6/63، وإتحاف 2/552.