اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنَرَىٰهُ قَرِيبٗا} (7)

قوله : { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً } .

الضميرُ في «إنَّهُمْ » لأهل «مكة » ، وفي «يَرونَهُم ، ونَرَاه » لليوم إن أريد به يوم القيامة .

قال القرطبيُّ{[57879]} : أي : نعلمه ؛ لأن الرؤية إنما تتعلقُ بالموجودِ ، كقولك : الشافعي يرى في هذه المسألةِ كذا .

وقال الأعمشُ : يرون البَعْثَ بعيداً ؛ لأنهم لا يؤمنون به ، كأنهم يستبعدونه على جهة الإحالة كمن يقول لمن يناظره : هذا بعيدٌ لا يكون .

وقيل : الضمير يعودُ إلى العذاب بالنار ، أي : غير كائن ، «ونراه قريباً » لأن ما هو آت ، فهو قريب .


[57879]:الجامع لأحكام القرآن (18/184).