تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (32)

{ أورثنا الكتاب } القرآن . ومعنى الإرث انتقال الحكم إليهم ، أو إرث الكتاب هو الإيمان بالكتب السالفة لأن حقيقية الإرث الانتقال من قوم إلى آخرين { الذين اصطفينا } الأنبياء . فيكون قوله { فمنهم ظالمٌ } كلاماً مستأنفاً لا يرجع إلى المصطفين أو الذين اصطفينا أمة محمد صلى الله عليه وسلم . والظالم لنفسه أهل الصغائر . قال عمر رضي الله -تعالى- عنه : وظالمنا مغفور له [ 155 - ب ] ، أو أهل الكبائر وأصحاب المشأمة ، أو المنافقون ، أو أهل الكتاب ، أو الجاحد { مقتصدٌ } متوسط في الطاعات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب وأما المقتصد فيحاسب حساباً يسيراً وأما الظالم فيحبس طول الحبس ثم يتجاوز الله -تعالى- عنه ' ، أو أصحاب اليمين ، أو أهل الصغائر ، أو متبعو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعده " ح " { سابقٌ بالخيرات } المقربون ، أو أهل المنزلة العليا في الطاعة ، أو من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة وسأل عقبة بن صهبان عائشة - رضي الله تعالى عنها - عن هذه الآية فقالت : كلهم في الجنة السابق من مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة والمقتصد من اتبع أثره حتى لحق به والظالم لنفسه مثلي ومثلك ومن اتبعنا .