تفسير الأعقم - الأعقم  
{ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (32)

{ ثم أورثنا الكتاب } أعطينا ، وقيل : هو القرآن لأمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هو التوراة وسائر الكتب أعطاها الله الأنبياء عن أبي علي { الذين اصطفينا } اخترنا { من عبادنا } قيل : هم الأنبياء اختارهم الله تعالى ، وقيل : هم أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هم علماء هذه الأمة كما روي : " العلماء ورثة الأنبياء " { فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } قيل : الكناية تعود إلى العباد فمنهم ظالم لنفسه مستحق النار مصرٌ على الذنب ، والمقتصد : المؤمن المستحق للجنة ، والسابق هم الذين سبقوا مع الأنبياء ، ونظير هذه الآية قوله في الواقعة : { وكنتم أزواجاً } [ الواقعة : 7 ] وهذا قول أبي علي ، فعلى هذا فريقان ناجيان وفرقة هالكة ، وروي نحوه عن ابن عباس ، وقيل : أراد بالمصطفين آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين والله أعلم ، قال الهادي ( عليه السلام ) في تفسيره : المراد بالآية { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } إلى آخرها قال : هم آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاختارهم لأبيهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم ميّزهم وأخبر الخلق بصفتهم لكيلا يبقى حجة عليه ولئلا يعطى طاغي على مؤمنهم بفسق فاسقهم فقال : فمنهم ظالم لنفسه وهو فاسق آل محمد ، ومقتصدهم أهل الدين والورع ، ومنهم سابق بالخيرات أئمة آل محمد ( عليهم السلام ) ، وقيل : ظالم لنفسه بالصغائر ، ومقتصد بالطاعة ، وسابق بالخيرات في الدرجة العليا ، " وروي عنه أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تلا هذه الآية فقال : " كلكم في الجنة "