{ ثم أورثنا الكتاب } أعطينا ، وقيل : هو القرآن لأمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هو التوراة وسائر الكتب أعطاها الله الأنبياء عن أبي علي { الذين اصطفينا } اخترنا { من عبادنا } قيل : هم الأنبياء اختارهم الله تعالى ، وقيل : هم أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هم علماء هذه الأمة كما روي : " العلماء ورثة الأنبياء " { فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } قيل : الكناية تعود إلى العباد فمنهم ظالم لنفسه مستحق النار مصرٌ على الذنب ، والمقتصد : المؤمن المستحق للجنة ، والسابق هم الذين سبقوا مع الأنبياء ، ونظير هذه الآية قوله في الواقعة : { وكنتم أزواجاً } [ الواقعة : 7 ] وهذا قول أبي علي ، فعلى هذا فريقان ناجيان وفرقة هالكة ، وروي نحوه عن ابن عباس ، وقيل : أراد بالمصطفين آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين والله أعلم ، قال الهادي ( عليه السلام ) في تفسيره : المراد بالآية { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } إلى آخرها قال : هم آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاختارهم لأبيهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم ميّزهم وأخبر الخلق بصفتهم لكيلا يبقى حجة عليه ولئلا يعطى طاغي على مؤمنهم بفسق فاسقهم فقال : فمنهم ظالم لنفسه وهو فاسق آل محمد ، ومقتصدهم أهل الدين والورع ، ومنهم سابق بالخيرات أئمة آل محمد ( عليهم السلام ) ، وقيل : ظالم لنفسه بالصغائر ، ومقتصد بالطاعة ، وسابق بالخيرات في الدرجة العليا ، " وروي عنه أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تلا هذه الآية فقال : " كلكم في الجنة "
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.