تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ} (29)

{ صَرَفْنا } صرفوا عن استراق السمع لما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا ما هذا الذي حدث في الأرض ضربوا في الأرض حتى وقفوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة عامداً إلى عكاظ وهو يصلي الفجر فنظروا إلى صلاته واقتداء أصحابه به وسمعوا القرآن فرجعوا إلى قومهم فقالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا } [ الجن : 1 ] " ع " ، وكانت السورة التي قرأها ببطن نخلة { سبح اسم ربك الأعلى } " ع " ، أو صرفوا عن بلادهم بتوفيق الله -تعالى- هداية لهم حتى وقفوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة وكانوا من جن نصيبين " ع " أو نينوى ، أو جزيرة الموصل ، أو حَران اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل ، أو تسعة أحدهم زوبعة ، أو سبعة ثلاثة من أهل نجران وأربعة من نصيبين ولم يشعر بهم رسول صلى الله عليه وسلم حتى أوحي إليهم أمرهم وأخبر به أو أعلمه الله -تعالى- بهم قبل مجيئهم فأتاهم وقراً عليهم القرآن وقضى بينهم في قتيل منهم { فما قُضِيَ } فرغ من الصلاة { ولَّوا إلى قومهم منذرين } بالرسول صلى الله عليه وسلم مخوفين به ، أو فلما فرغ من القراءة ولوا إلى قومهم مؤمنين .