أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ} (29)

شرح الكلمات :

{ وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن } : أي واذكر إذ أملنا إليك نفراً من الجن جن نصيبين أو نينوي .

{ فلما حضروه قالوا أنصتوا } : أي حضروا سماع القرآن قالوا أي بعضهم لبعض أصغوا لاستماع القرآن .

{ فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين } : أي فرغ من قراءته رجعوا إلى قومهم مخوفين لهم من العذاب .

المعنى :

ما زال السياق في طلب هداية قوم النبي صلى الله عليه وسلم إنه بعد أن ذكرهم بعاد وما أصابهم من دمار وهلاك نتيجة شركها وكفرها وإصرارها على ذلك فقال تعالى { واذكر أخا عاد } إلى آخر الآيات ذكرهم هنا بما هو تقريع له وتوبيخ إذ أراهم أن الجن خير منهم لسرعة استجابتهم للدعوة والقيام بتبليغها فقال تعالى { وإذ صرفا إليك نفراً من الجن } أي اذكر لقومك من كفار مكة وغيرها إذ صرفنا إليك نفراً من الجن وهم عد ما بين السبعة إلى التسعة من جن نصيبين وكانوا من أشراف الجن وسادتهم صرفناهم إليك أي أملناهم إليك وأنت تقرأ في صلاة الصبح ببطن نخلة بين مكة والطائف صرفناهم إليك يستمعون القرآن فلما حرضوه قالوا أنصتوا أي أصغوا واستمعوا ولا تشوشوا ، قاله بعضهم لبعض ، فلما قضي أي القرآن فرغ منه ، ولّوا إلى قومهم أي رجعوا إلى قومهم من الجن بنصيبين ونينوي منذرين إياهم أي مخوفينهم من عذاب الله إذا استمروا على الشرك والمعاصي فماذا قالوا لهم قالوا ما أخبر تعالى به عنهم { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أُنزل من بعد موسى } .

الهداية :

من الهداية :

- إثبات عالم الجن وتقريره في هذا السياق ولذا كان إنكار الجن كإِنكار الملائكة كفراً .

- وجوب التأدب عند تلاوة القرآن بالإِصغاء التام .