التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ} (29)

قوله تعالى { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين } .

قال الترمذي : حدثنا علي بن حجر . أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود عن الشعبي عن علقمة قال : قلت لابن مسعود رضي الله عنه : هل صحب النبي صلى عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ولكن قد افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة ، فقلنا اغتيل أو استُطير ما فُعل به ؟ فبتنا بشرّ ليلة بات بها قوم ، حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح ، إذا نحن به يجيء من قبل حراء ، قال : فذكروا له الذي كانا فيه ، فقال : ( أتاني داعي الجن ، فأتيتهم فقرأت عليهم ) فانطلق فأرانا أثرهم وأثر نيرانهم . قال الشعبي : وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة ، فقال : ( كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحما ، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم الجن ) .

قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح ( السنن 5/382-383 ح 3258- ك التفسير ) ، وصححه الألباني في ( صحيح سنن الترمذي ) وأخرجه مسلم من طريق علي بن حجر به نحوه ، وأخرجه من طريق عبد الأعلى عن داود به نحوه ( الصحيح 2/24-ك الصلاة ، ب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن . طبعة بيروت ) .

قال الحاكم : أخبرني أحمد بن محمد العنبري ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ( المستدرك 2/456- ك التفسير ، وصححه الذهبي ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن } قال : لقيهم بنخلة ليلتئذ .

قال الطبري : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر { فلما حضروه قالوا أنصتوا } قالوا : صه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، في قوله { فلما حضروه قالوا أنصتوا } قد علم القوم أنهم لن يعقلوا حتى ينصتوا .

قال ابن كثير : وقوله { فلما قضي } أي : فرغ . كقوله : { فإذا قضيت الصلاة } ، { فقضاهن سبع سماوات في يومين } ، { فإذا قضيتم مناسككم } .

{ ولوا إلى قومهم منذرين } أي : رجعوا إلى قومهم فأنذرهم ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كقوله : { ليتفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } .