تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (128)

{ استكثرتم من الإنس } بإغوائكم لهم ، أو استكثرتم من إغواء الإنس . { استمتع بعضنا ببعض } في التعاون والتعاضد ، أو فيما زينوه من اتباع الهوى وارتكاب المعاصي ، أو التعوذ بهم { وأنه كان رجال من الإنس يَعوذون } [ الجن : 6 ] { أجلنا } الموت ، أو الحشر . { مثواكم } منزل إقامتكم . { إلا ما شاء الله } من بعثهم في القبور إلى مصيرهم إلى النار ، أو إلا ما شاء الله من تجديد جلودهم وتصريفهم في أنواع العذاب وتركهم على حالهم الأول فيكون استثناء في صفة العذاب لا في الخلود ، أو جعل مدة عذابهم إلى مشيئته ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الله -تعالى- في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - .