تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (128)

{ ويوم يحشرهم } ، يعني كفار الإنس والشياطين والجن ، يقول : ويوم نجمعهم ، { جميعا يا معشر الجن } ، ثم يقول للشياطين : { قد استكثرتم من الإنس } ، يعني من ضلال الإنس فيما أضللتم منهم ، وذلك أن كفار الإنس كانوا تولوا الجن وأعاذوا بهم ، { وقال أولياؤهم من الإنس } ، يعني أولياء الجن من كفار الإنس ، { ربنا استمتع بعضنا ببعض } ، كاستمتاع الإنس بالجن ، وذلك أن الرجل كان إذا سافر فأدركه الليل بأرض القفر خاف ، فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فيبيت في جواره آمنا ، وكان استمتاع الجن بالإنس أن يقولوا : لقد سودتنا الإنس حين فزعوا إلينا ، فيزدادوا بذلك شرفا ، { و } قالت : { وبلغنا أجلنا } الموت { الذي أجلت لنا } في الدنيا ، فرد الله عليهم : { قال النار مثواكم } ، ومثوى الكافرين ، { خالدين فيها } أبدا ، { إلا ما شاء الله } ، واستثنى أهل التوحيد ، أنهم لا يخلدون فيها ، { إن ربك حكيم } ، يعني حكم النار لمن عصاه ، { عليم } ، يقول : عالم بمن لا يعصيه .