الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (128)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { قد استكثرتم من الإِنس } يقول : في ضلالتكم إياهم ، يعني أضللتم منهم كثيراً . وفي قوله { قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله } قال : إن هذه الآية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه لا ينزلهم جنة ولا ناراً .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { يا معشر الجن قد استكثرتم من الإِنس } قال : استكثرتم ربكم أهل النار يوم القيامة { وقال أولياؤهم من الإِنس ربنا استمتع بعضنا ببعض } قال الحسن : وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن القيامة { وقال أولياؤهم من الإِنس ربنا استمتع بعضنا ببعض } قال الحسن : وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإِنس .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله { ربنا استمتع بعضنا ببعض } قال : الصحابة في الدنيا { وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا } قال : الموت .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله { ربنا استمتع بعضنا ببعض } قال : كان الرجل في الجاهلية ينزل بالأرض فيقول : أعوذ بكبير هذا الوادي . فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة { وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا } قال : الموت .