قوله سبحانه : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا معشر الجن قَدِ استكثرتم مِّنَ الإنس }[ الأنعام :128 ] .
المعنى : واذكر يَوْمَ ، وفي الكلامِ حذفٌ ، تقديره : نقول : يا معشر الجنِّ ، وقوله : { استكثرتم } : معناه : أفرطتم ، و{ مِّنَ الإنس } : يريد : في إضلالهم وإغوائهم ، قاله ابن عباس وغيره ، وقال الكُفَّار من الإنْس ، وهم أولياء الجنِّ الموبَّخين ، على جهة الاعتذار عن الجنِّ : { رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } ، أي : انتفع ، وذلك كاستعاذتهم بالجنِّ ، إذ كان العربيُّ إذا نزل وادياً ، ينادي : يا رَبَّ الوادِي ، إنِّي أستجيرُ بك في هذه الليلة ، ثم يرى سلامته إنما هي بحفْظِ جَنِّيِّ ذلك الوادِي ، ونحو ذلك ، وبلغ الأجَلِ المؤجَّلِ : هو الموتُ ، وقيل : هو الحشر .
وقوله تعالى : { قَالَ النار مَثْوَاكُمْ . . . } [ الأنعام :128 ]
إخبارٌ من اللَّه تعالى عما يقولُ لهم يوم القيامة إثْرَ كلامهم المتقدِّم ، و{ مَثْوَاكُمْ } ، أي : مَوْضِعُ ثَوَابكُمْ ، كَمُقَامِكُمُ الذي هو مَوْضِعُ الإقامة ، قاله الزَّجَّاج ، والاستثناءُ في قوله : { إِلاَّ مَا شَاءَ الله } قالتْ فرقة : «مَا » بمعنى «مَنْ » ، فالمراد : إلا مَنْ شاء اللَّه مِمَّنْ آمن في الدنيا بعد أن كان مِنْ هؤلاء الكَفَرة ، وقال الطبريُّ : إن المستثنى هي المُدَّة التي بَيْنَ حشرهم إلى دخولهم النار ، وقال الطبريُّ ، عن ابن عباس : إنه كان يتأوَّل في هذا الاستثناء ، أنه مبلغ حالِ هؤلاء في علْمِ اللَّه ، ثم أسند إليه أنه قال : إن هذه الآية آية لا ينبغي لأحَدٍ أنْ يحكم على اللَّه في خَلْقه لا يُنْزِلُهم جنَّةً ولا ناراً .
قال ( ع ) : والإجماع على التخليد الأبديِّ في الكُفَّار ، ولا يصحُّ هذا عن ابن عباس ( رضي اللَّه عنه ) .
قال ( ص ) : { إِلاَّ مَا شَاءَ الله } قيل : استثناء منقطعٌ ، أي : لكِنْ ما شاء اللَّه مِنَ العذابِ الزائِدِ على النَّار ، وقيل : متصلٌ ، واختلفوا في تقديره ، فقيل : هو استثناء مِنَ الأشخاصِ ، وهم مَنْ آمن في الدنيا ، ورُدَّ بأنه يختلف زمان المستثنى والمستثنى منه ، فيكون منقطعاً لا متصلاً ، لأنَّ مِنْ شرط المتصل اتحاد زمانَيِ المُخْرَجِ والمُخْرَجِ منه ، انتهى . وقيل غير هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.