معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

قوله تعالى : { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً } ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يحمده على وحدانيته ، ومعنى الحمد لله هو : الثناء عليه بما هو أهله . قال الحسين بن فضل : يعنى : الحمد لله الذي عرفني أنه لم يتخذ ولداً . { ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل } ، قال مجاهد لم يذل فيحتاج إلى ولي يتعزز به . { وكبره تكبيراً } أي : وعظمه عن أن يكون له شريك أو ولي .

أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنبأنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان ، حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا محمد بن إسحاق الصفاني ، حدثنا نضر بن حماد أبو الحارث الوراق ، حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء " . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنبأنا أبو الحسن بن بشران ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي ، أنبأنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر عن قتادة أن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله رأس الشكر ، ما شكر الله عبد لا يحمده " .

أخبرنا أبو الفضل بن زياد بن محمد الحنفي ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا يحيى بن خالد بن أيوب المخزومي ، حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشر الخزامي الأنصاري ، عن طلحة بن خراش ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أفضل الدعاء الحمد لله ، وأفضل الذكر لا إله إلا الله " .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، حدثنا زهير ، حدثنا منصور عن هلال بن بشار ، عن الربيع بن خيثم عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، لا يضرك بأيهن بدأت " .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

{ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك } في الألوهية { ولم يكن له وليّ من الذلّ } ولي يواليه من أجل مذلة به ليدفعها بموالاته نفى عنه أن يكون له ما يشاركه من جنسه ومن غير جنسه اختيارا واضطرارا ، وما يعاونه ويقويه ، ورتب الحمد عليه للدلالة على أنه الذي يستحق جنس الحمد لأنه الكامل الذات المنفرد بالإيجاد ، المنعم على الإطلاق وما عداه ناقص مملوك نعمة ، أو منعم عليه ولذلك عطف عليه قوله : { وكبّره تكبيرا } وفيه تنبيه على أن العبد وإن بالغ في التنزيه والتمجيد واجتهد في العبادة والتحميد ينبغي أن يعترف بالقصور عن حقه في ذلك . روي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه هذه الآية .

ختام السورة:

وعنه عليه السلام " من قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين ، كان له قنطار في الجنة " . والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب .