لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

{ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا } أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يحمده على وحدانيته . وقيل : معناه الحمد لله الذي عرفني أنه لم يتخذ ولداً وقيل إن كل من له ولد فهو يمسك جميع النعم لولده وإذا لم يكن له ولد أفاض نعمه على عبيده . وقيل : إن الولد يقوم مقام والده بعد انقضائه والله عز وجل يتعالى عن جميع النقائص فهو المستحق لجميع المحامد { ولم يكن له شريك في الملك } والسبب في اعتبار هذه الصفة أنه لو كان له شريك ، لم يكن مستحقاً للحمد والشكر وكذا قوله { ولم يكن له ولي من الذل } ومعناه أنه لم يذل فيحتاج إلى ناصر يتعزز به { وكبره تكبيراً } أي وعظمه عن أن يكون له ولد أو شريك أو ولي . وقيل : إذا كان منزهاً عن الولد والشريك والولي كان مستوجباً لجميع أنواع المحامد . عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أول ما يدعى إلى الجنة يوم القيامة ، الذين يحمدون الله في السراء والضراء » عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الحمد لله رأس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده » عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أفضل الدعاء الحمد لله وأفضل الذكر لا إله إلا الله » أخرجه الترمذي . وقال حديث حسن غريب عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أحب الكلام إلى الله لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لا يضرك بأيهن بدأت » أخرجه مسلم . والله أعلم بمراده وأسرار كتابه .