الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } قال الحسين بن الفضل : يعني الذي عرّفني أنّه لم يتخذ ولداً { وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ } قال مجاهد : لم يذل فيحتاج الى ولي يتعزز به .

{ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } وعظّمه أن يكون له شريك أو ولي ، قال عمر بن الخطاب ح : قول العبد : " الله أكبر " خير من الدنيا وما فيها .

وروى سهل بن معاذ عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آية العزّ { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } " الى آخره .

وروى سفيان بن وكيع عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علّمه هذه الآية سبع مرات .

وروى محمد بن سلمة عن عبد الحميد بن واصل قال : من قرأ آخر بني إسرائيل كتب الله له من الأجر ملء السموات والأرض ؛ لأن الله يقول فيمن زعم أن له ولدا

{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً } [ مريم : 90-91 ] قال : فيكتب له من الأجر على قدر ذلك .