قوله تعالى : " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا " هذه الآية رادة على اليهود والنصارى والعرب في قولهم أفذاذا : عزيز وعيسى والملائكة ذرية{[10406]} الله سبحانه ، تعالى الله عن أقوالهم . " ولم يكن له شريك في الملك " لأنه واحد لا شريك له في ملكه ولا في عبادته . " ولم يكن له ولي من الذل " قال مجاهد : المعنى لم يحالف أحدا ولا ابتغى نصر أحد ، أي لم يكن له ناصر يجيره من الذل فيكون مدافعا . وقال الكلبي : لم يكن له ولي من اليهود والنصارى ؛ لأنهم أذل الناس ، ردا لقولهم : نحن أبناء الله وأحباؤه . وقال الحسن بن الفضل : " ولم يكن له ولي من الذل " يعني لم يذل فيحتاج إلى ولي ولا ناصر لعزته وكبريائه . " وكبره تكبيرا " أي عظمه عظمة تامة . ويقال : أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال : الله أكبر ، أي صفة بأنه أكبر من كل شيء . قال الشاعر :
رأيت اللهَ أكبر كل شيء *** محاولةً وأكثرهم جنودا
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة قال : ( الله أكبر ) وقد تقدم أول{[10407]} الكتاب . وقال عمر بن الخطاب . قولُ العبدِ " الله أكبر " خير من الدنيا وما فيها . وهذا الآية هي خاتمة التوراة . روى مطرف عن عبد الله بن كعب قال : افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام وختمت بخاتمة هذه السورة . وفي الخبر أنها آية العز ، رواه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه " وقل الحمد لله الذي " الآية . وقال عبد الحميد بن واصل : سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قرأ وقل الحمد لله الآية كتب الله له من الأجر مثل الأرض والجبل لأن الله تعالى يقول فيمن زعم أن له ولدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) . وجاء في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجل شكا إليه الدين بأن يقرأ " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن " [ الإسراء : 110 ] - إلى آخر السورة ثم يقول : توكلت على الحي الذي لا يموت ، ثلاث مرات .
تمت سورة الإسراء ، والحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.