التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ} (8)

قوله تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )

وهذا الصنف من الناس هم المنافقون كما سماهم الله تعالى في مطلع سورة المنافقون ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ) وقال أيضا ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) النساء : 142 .

وقد تقدم في الآية رقم ( 3 ) قول مجاهد : أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين ، وآيتان في نعت الكافرين ، وثلاث عشرة في المنافقين .

قال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية : لم يذكر هنا بيانا عن هؤلاء المنافقين ، وصرح بذكر بعضهم بقوله ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق ) التوبة : 101 .

ونهى تعالى رسوله عن الصلاة عليهم والدعاء فحينما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول انزل الله تعالى ( ولا تصل على احد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) التوبة : 84 .

( وانظر صحيح مسلم- صفات المنافقين رقم 2774 ) .

كما بين سبحانه وتعالى بعض صفاتهم في قوله تعالى ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ) النساء : 341 .

وقد عرفنا النبي صلى الله عليه وسلم على بعض صفاتهم حتى نحذرهم ولكي لا نتصف بها ، فأخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة مرفوعا : " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " ( فتح الباري( الإيمان ، ب علامة المنافق رقم43 ) ، وصحيح مسلم ( الإيمان ، ب بيان خصال المنافق رقم 601 ) . واللفظ للبخاري .

وأخرجا أيضا عن أبي هريرة مرفوعا : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا أوعد أخلف ، وإذا ائتمن خان " .

( نفس المصدرين السابقين رقم 107 ، 33 ) .

وأخرج مسلم بسنده عن عبد الله بن عمر مرفوعا : " مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة ، وإلى هذه مرة " .

( الصحيح- صفات المنافقين وإحكامهم رقم 2784 ) .

وقد أخبر سبحانه وتعالى عن مصيرهم الرهيب فقال ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) النساء : 145 ، وسيأتي تفسيرها .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن ابن عباس( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) يعني : المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم .

وإسناده حسن .