التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (9)

قوله تعالى ( يخادعون الله والذين آمنوا )

قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله ( ومن الناس من يقول آمن بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) ، نعت المنافق عند كثير : خنع الأخلاق يصدق بلسانه ، وينكر بقلبه ، ويخالف بعمله ، ويصبح على حال ، ويمسي على غيره ، ويمسي على حال ، ويصبح على غيره ، ويتكفأ السفينة كلما هبت ريح هبت معها .

وإسناده صحيح .

قوله تعالى ( وما يخدعون إلا انفسهم و ما يشعرون )

قال الطبري : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني ابن وهب قال : سألت ابن زيد عن قوله ( وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) قال : ما يشعرون انهم ضروا انفسهم ، بما أسروا من الكفر والنفاق ، وقرأ قول الله تعالى ذكره ( يوم يبعثهم الله جميعا ) قال : هم المنافقون حتى بلغ ( ويحسبون انهم على شئ ) المجادلة : 81 ، قد كان الإيمان ينفعهم عندكم .

وهذا من قبيل تفسير القرآن بالقرآن ولهذا أوردته هنا ، وابن وهب هو عبد الله ، وابن زيد هو عبد الرحمن ، والإسناد صحيح إليه .

قال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن قتادة في قوله ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) حتى بلغ ( فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) ، قال : هذه في المنافقين .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح .