التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )

أخرج الطبري بسنده عن طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) ، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى ، فأخبره الله جل ثناؤه أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول .

وإسناده حسن .

وروى الطبري وابن أبي حاتم بالإسناد الحسن المتقدم عن محمد بن إسحاق . . . عن ابن عباس ( إن الذين كفروا ) أي بما أنزل إليك وإن قالوا : إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك ، ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) أي أنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق فقد كفروا بما جاءك ، وبما عندهم مما جاءهم غيرك ، فكيف يسمعون كمك إنذارا وتحذيرا ؟ وقد كفروا بما عندهم من علمك .