أخرج مسلم بسنده عن معاوية ( يعني : ابن سلام ) عن زيد ، أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني أبو أمامة الباهلي ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرأوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرأوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ، أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف ، تحاجان عن أصحابهما ، اقرأوا سورة البقرة . فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعان البطلة " ، وقال معاوية : بلغني ان البطلة السحرة .
( الصحيح –صلاة المسافرين –رقم 804 ، ب قراءة القرآن وسورة البقرة ) .
وأخرج أيضا بإسناده عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " .
( الصحيح –صلاة المسافرين –رقم 780 ، ب استحباب صلاة النافلة ) .
وأخرج الشيخان بسنديهما عن أسيد بن حضير قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت الفرس ، فقرأ فجالت الفرس ، فسكت وسكتت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن نصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ يا ابن حضير ، قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي فانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها ، قال وتدري ما ذاك ؟ قال : لا ، قال : تلك الملائكة دنت لصوتك . ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها ، لا تتوارى منهم .
( صحيح البخاري 9/93 ح5018 –فضائل القرآن ، ب نزول السكينة والملائكة ) ، و ( صحيح مسلم رقم 796 –صلاة المسافرين ، ب نزول السكينة لقراءة القرآن ) . واللفظ للبخاري .
وقال الإمام احمد : ثنا سليمان بن داود ، قال : أخبرنا حسين قال : ثنا إسماعيل بن جعفر ، قال : أخبرني عمرو بن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أخذ السبع الأول فهو حبر .
( المسند6/73 ) ، ذكره الهيثمي ثم قال : رواه أحمد والبزار رجال الصحيح غير حبيب بن هند الأسلمي وهو ثقة ( مجمع الزوائد7/162 ) ، وأخرجه الحاكم من طريق إسماعيل بن جعفر به ، وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك 1/564 ) ، وقد خرج هذا الحديث الشيخ محمد رزق طرهوني تخريجا وافيا وتوصل إلى تصحيحه أيضا ( موسوعة فضائل سور وآيات القرآن 1/125 ، 124 ) .
قال الدارمي : حدثنا أبو عامر قبيصة انا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : تعلموا هذا القرآن ، فإنكم تؤجرون بتلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ب( ألم ) ، ولكن بألف ، ولام ، وميم بكل حرف عشر حسنات .
( سنن الدارمي2/429-ك فضائل القرآن ، ب فضل من قرأ القرآن ) ، أخرجه القاسم ابن منده في الرد على من يقول الم حرف ( ص44 )من طريق عبد الرزاق عن سفيان به . وقد صححه الألباني في عدة مواضع( انظر السلسلة الصحيحة رقم 660 ، وصحيح الجامع رقم 6345 ) .
وقد توقف في تفسير هذه الآية وغيرها من الحروف المقطعة جمع من العلماء كالخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم وغيرهم من الصحابة والتابعين وأتباعهم ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه فسرها ، فيستحسن ان نقول : الله اعلم بالمراد منها ، ولكن ثبت عن بعض المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم انهم بينوا تفسيرها واختلفوا فيه وأسوق هنا ما ثبت عنهم من الأوجه الآتية :
الوجه الأول : أنها قسم أقسم الله به وهو من أسمائه .
وأخرج الطبري : بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : هو قسم أقسم الله به ، وهو من أسماء الله .
وأخرج الطبري من طريق يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية فال : حدثنا خالد الحذاء ، عن عكرمة قال ( الم ) قسم .
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي سعيد الأشج عن ابن علية به .
الوجه الثاني : أنها فواتح يفتح الله بها القرآن .
قال الطبري : حدثنا أحمد بن حازم الغفاري قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان عن مجاهد قال ( الم ) فواتح .
( ورجاله ثقات إلا أحمد بن حازم الغفاري وهو أبو عمرو الكوفي صاحب المسند ذكره ابن حيان في الثقات وقال : كان متقنا ت 276 ه ( انظر تذكرة الحفاظ ص 594 ) . هذا وقد رواه الطبري من طرق أخرى إلى مجاهد ، وأبو نعيم هو الفضل بن دكين . فالإسناد صحيح ) .
الوجه الثالث : أنها اسم من أسماء القرآن .
قال عبد الرزاق الصنعاني : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله ( الم ) قال : اسم من أسماء القرآن .
( ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وأخرجه الطبري ، وابن أبي حاتم ، من طريق الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به ) .
الوجه الرابع : أنها اسم من أسماء الله .
قال البيهقي : وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، ثنا دعلج بن أحمد ، ثنا محمد بن سليمان ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن السدي قال : فواتح السور من أسماء الله عز وجل .
( الأسماء والصفات ص 120 ) ، وإسناده صحيح إلى السدي –وهو الكبير- فرجاله ثقات إلى السدي إلا محمد بن سليمان وهو ابن الحارث الباغندي اختلف فيه ( انظر لسان الميزان 5/186 وسير أعلام النبلاء 13/386 ) ، ولكن قد روي من طرق أخرى إلى السدي ( انظر تفسير الطبري رقم 233-235 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.