ولما نهضت الأدلة على أنه{[3829]} لا حظ لهم في الآخرة غير النار وذلك نقيض دعواهم أنها{[3830]} لهم فقط في قولهم
{ لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة }{[3831]} [ البقرة : 80 ] {[3832]}تفسيرهم ذلك بأنها سبعة أيام وأنا نخلفهم{[3833]} فيها ختم سبحانه ذلك بدليل قطعي بديهي فقال{[3834]} { قل إن كانت{[3835]} } {[3836]}وقدم الجار إشعاراً بالاختصاص فقال{[3837]} : { لكم الدار الآخرة } أي كما زعمتم ، وميزها{[3838]} بقوله : { عند الله } الذي له الكمال كله{[3839]} وبين المراد بقوله { خالصة }{[3840]} ولما ذكر الخلوص تأكيداً للمعنى زاده تأكيداً بقوله{[3841]} { من دون الناس } أي سائرهم لا يشرككم فيها أحد منهم من الخلوص وهو تصفية الشيء مما يمازجه في خلقته مما هو دونه - قاله الحرالي . { فتمنوا الموت } لأن ذلك علم على{[3842]} صلاح حال العبد مع ربه وعمارة ما بينه وبينه ورجائه للقائه .
قال الحرالي : فعلى قدر{[3843]} نفرة النفس من الموت يكون ضعف منال النفس مع المعرفة التي بها تأنس بربها فتتمنى لقاءه وتحبه ، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، يقع ذلك لعامة المؤمنين عند الكشف حال الغرغرة ، ولخاصة{[3844]} المؤمنين في مهل الحياة لأنهم لو كشف لهم الغطاء لم يزدادوا يقيناً ، فما هو للمؤمن بعد الكشف من محبة لقاء الله فهو للموقن{[3845]} في حياته ويقظته ، لكمال الكشف له مع وجود حجاب{[3846]} الملك الظاهر{[3847]} ؛ ولذلك ما مات نبي حتى يخير{[3848]} فيختار لقاء الله ، لتكون وفادته على الله وفادة محب مبادر ، ولتقاصر{[3849]} المؤمن عن يقين النبي يتولى{[3850]} الله الخيرة{[3851]} في لقائه ، لأنه وليه ، ومنه{[3852]} ما ورد : " ما ترددت{[3853]} في شيء ترددي في {[3854]}قبض روح{[3855]} عبدي المؤمن يكره الموت ، وأنا أكره مساءته ولا بد له منه " ففي ضمن ذلك اختيار الله للمؤمن لقاءه ، لأنه وليه يختار له فيما لا يصل إليه إدراكه - انتهى{[3856]} .
ثم سجل{[3857]} سبحانه عليهم{[3858]} بالكذب فقال : { إن كنتم صادقين } أي{[3859]} معتقدين للصدق{[3860]} في دعواكم خلوصها{[3861]} لكم ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.