التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ} (61)

قوله تعالى{ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين }

قال البخاري : حدثنا عباس بن الحسين ، حدثنا يحيى بن ادم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه . قال : فقال أحدهما لصاحبه : لا تفعل ، فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا . قالا : إنا نعطيك ما سألتنا ، وابعث معنا رجلا أمينا ، ولا تبعث معنا إلا أمينا . فقال : " لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين " . فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " قم يا أبا عبيدة بن الجراح " . فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أمين هذه الأمة " .

( الصحيح7/695 ح4380-ك المغازي ، ب قصة أهل نجران ) ، وأخرجه مسلم( الصحيح-ك فضائل الصحابة ، ب فضل أبي عبيدة بن الجراح-ح2420 من حديث حذيفة ) .

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد( وتقاربا في اللفظ )قالا : حدثنا حاتم( وهو ابن إسماعيل )عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسبه . لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله ! خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى . إلا أنه لا نبوة بعدي " . وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قال فتطاولنا لها فقال : " ادعوا لي عليا " . فأتي به أرمد . فبصق في عينه ودفع الراية إليه . ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم }دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : " اللهم ! هؤلاء أهلي " .

( الصحيح4/1871 ح32-ك فضائل الصحابة ، ب من فضائل علي رضي الله عنه ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم }أي في عيسى : أنه عبد الله ورسوله ، من كلمة الله وروحه{ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم }إلى قوله : { على الكاذبين } .

قال الطبري : حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لو خرج الذين يباهلون النبي صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا .

ورجاله ثقات إلا الحسن فصدوق والإسناد حسن .