{ فمن حاجّك فيه } : في عيسى ، { من بعد ما جاءك من العلم } ، بأنه عبد الله ورسوله ، { فقل تعالوا } : هلموا ، { ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } ، أنفسنا : رسول الله ، وعلي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام{[715]} ، والعرب تسمي ابن عم الرجل نفسه ، وأبناءنا : الحسن ، والحسين ، ونساءنا : فاطمة رضي الله عنهم هكذا{[716]} ذكره السلف ، وقيل : معناه يدع كل مني ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه على المباهلة ، وقدم الأبناء والنساء على النفس ؛ لأن الرجل يقدمهم على نفسه ويفدي بنفسه لهم ، { ثم نبتهل } نتضرع في الدعاء أو نتلاعن من الابتهال الالتعان { فنجعل لعنة الله على الكاذبين } الفاء على المعنى الأول ألصق ، وسبب نزول هذه المباهلة وما قبلها من أول السورة في وفد{[717]} نجران النصارى يحاجون في عيسى يزعم بعضهم أنه وهو الله ، وبعضهم أنه ولد الله وبعضهم أنه ثالث ثلاثة ، فأنزل الله فيهم صدر هذه السورة إلى بضع وثمانين آية ، فخرج{[718]} رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي ودعاهم إلى المباهلة فقالوا : دعنا ننظر ، فاستشاروا فقال كبيرهم : ما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، وإني أراهم وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزال ، فأتوا وقالوا : يا أبا القاسم قد رأينا ألا نلاعنك ، ونتركك على دينك ونرجع على ديننا ونبذل لك الخراج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.