التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

قوله تعالى { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور } .

قال مسلم : حدثنا منجاب بن الحارث التميمي وسُويد بن سعيد ، كلاهما عن علي بن مسهر ، قال منجاب : أخبرنا ابن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان . ولا يدخل الجنة أحد في قلبه حية خردل من كبرياء ) .

( صحيح مسلم 1/93- ك الإيمان ، ب تحريم الكبر وبيانه ) .

وانظر حديث ابن عمر المتقدم في الآية ( 32 ) من سورة الأعراف .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { ولا تصعر خدك للناس } يقول : ولا تتكبر فتحقر عباد الله ، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك .

قال الحاكم : أخبرني أحمد بن محمد العنزي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا الأسود بن شيبان السدوسي ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء ، عن مطرف بن عبد الله قال : كان يبلغني عن أبي ذر حديث فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك قال : لله أبوك فقد لقيتني ، قال : قلت حدثني بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثك قال : ( إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة ) . قال فلا أخالني أكذب على خليلي قال : قلت من هؤلاء الذين يحبهم الله قال : رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ثم قرأ هذه الآية { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } قلت : ومن ؟ قال : رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على إيذائه حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت ، قلت : ومن ؟ قال : رجل يسافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى والنعاس فضربوا رؤوسهم ثم قام فتطهر رهبة لله رغبة لما عنده قلت : فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله ؟ قال : المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل { إن الله لا يحب كل مختال فخور } قلت : ومن ؟ قال : البخيل المنان ، قلت : ومن ؟ قال : التاجر الحلاف أو البائع الحلاف .

( المستدرك 2/88-89- ك الجهاد ) وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . والحديث السابق شاهد لبعضه ولبعضه أيضا شواهد في الصحيحين .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور } قال : نهاه عن التكبر قوله { إن الله لا يحب كل مختال فخور } متكبر ذي فخر .