{ وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } قرأ الجمهور : { تصعّر } ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم : " تصاعر " والمعنى متقارب . والصعر : الميل ، يقال : صعر خدّه وصاعر خدّه : إذا أمال وجهه ، وأعرض تكبراً . والمعنى : لا تعرض عن الناس تكبراً عليهم ، ومنه قول الشاعر :
وكنا إذا الجبار صعر خدّه *** مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
وكنا إذا الجبار صعر خدّه *** أقمنا له من ميله فتقوّما
قال الهروي : { وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي لا تعرض عنهم تكبراً ، يقال : أصاب البعير صعر : إذا أصابه داء يلوي عنقه . وقيل المعنى : ولا تلو شدقك إذا ذكر الرجل عندك كأنك تحتقره . وقال ابن خويز منداد : كأنه نهى أن يذلّ الإنسان نفسه من غير حاجة ، ولعله فهم من التصعير التذلل { وَلاَ تَمْشِ فِي الأرض مَرَحًا } أي خيلاء وفرحاً ، والمعنى : النهي عن التكبر والتجبر ، والمختال يمرح في مشيه ، وهو مصدر في موضع الحال ، وقد تقدّم تحقيقه ، وجملة { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } تعليل للنهي لأن الاختيال هو المرح ، والفخور هو الذي يفتخر على الناس بما له من المال أو الشرف أو القوّة أو غير ذلك ، وليس منه التحدّث بنعم الله ، فإن الله يقول : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ } [ الضحى : 11 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.