فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

{ ولا تصعر خدك } ولا تمل بوجهك استصغارا لمن يواجهك .

{ مرحا } مبالغا في الفرح ، بطرا .

{ مختال } متبختر في مشيته ، كبرا .

{ فخور } متباه بما أوتي .

{ ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا } لا تمل وجهك للناس حين يلقونك أو تلقاهم استصغار لشأنهم ، وأصل[ الصعر ] داء يصيب الإبل فيلوي من أعناقها ، ويميل بها عن رؤوسها ، ولا تسر سير البطر المستكبر ، فإن قارون حين خرج على قومه في زينته لم يلبث إلا يسيرا حتى خسف الله به وبداره الأرض ) . . فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين( {[3432]} ، { إن الله لا يحب كل مختال فخور } فمن ملأه العجب ومشى مشية البطر ، وعاش مزهوا بما أوتي ، مفتخرا يحسب أن ما هو فيه يدل على فضله ، أو يختال بما هو حسي ، ويفتخر بما هو من قبيل التفوق العرقي والنسبي والطبقي .


[3432]:سورة القصص. من الآية 81.