الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

والصَّعَرُ : والميْل ، فمعنى الآية : ولا تُمِلْ خَدَّك للناس كِبْراً عليهم وإعجاباً واحتقاراً لهم قاله ابن عباس وجماعة . وعبارة البخاري :

{ ولا تُصَعِر } [ لقمان : 18 ] أي : لا تعرض والتَّصَاعُر : الإعْرَاضُ بالوجه انتهى . والمَرَحُ : النَّشَاط ، والمشي مَرَحَا : هو في غير شُغْل ، ولغير حاجة ، وأهل هذه الخُلُقِ ملازمون للفخر والخُيَلاَءِ ، فالمَرِحُ مختالُ في مَشيه ، وقد ورد في صحيح الأحاديث في جميع ذلك وعيدٌ شديدٌ يطول بنا سردَهُ ، قال عيَاضٌ : كان أبو إسحاقَ الجبنياني [ قَلَّ ما ] يتركُ ثَلاَثَ كَلِمات وفيهن الخيرُ كلُّه اتَّبِعْ وَلاَ تَبْتَدِعْ . اتضع وَلاَ تَرْتَفِعْ ، مَنْ وَرِعَ لا يَتَّسِعْ انتهى ) .