الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

ثم قال تعالى : { ولا تصاعر خدك للناس } أي : لا تعرض بوجهك على من كلمك تكبرا واستخفافا .

وأصله من الصعر وهو داء يأخذ الإبل في أعناقها ورؤوسها تلتوي منه

أعناقها {[54962]} فقيل هذا للمتكبر لأنه تكبر لوى عنقه على من تكبر عليه {[54963]} .

قال ابن عباس : معناه لا تتكبر فتحقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك ، إذا كلموك {[54964]} وهو معنى قول مجاهد والضحاك {[54965]} .

وعن مجاهد أنه قال : هو الرجل يكون بينه وبين أخيه إحنة {[54966]}فيراه فيعرض عنه {[54967]} فنهاه عن ذلك .

وقال النخعي : هو التشدق {[54968]} {[54969]} .

ثم قال : { ولا تمش في الأرض مرحا } .

قال الضحاك : لا تمش بالخيلاء {[54970]} .

وقال قتادة : نهاه عن التكبر {[54971]} .

{ إن الله لا يحب كل مختال فخورا } أي : كل متكبر مفتخر بما أعطي وهو لا يشكر الله .


[54962]:انظر غريب القرآن لابن المبارك 142
[54963]:جاء في اللسان مادة "صعر" 4/456، "الصعر داء يأخذ البعير فيلوي منه عنقه ويميله ـ والصعر التكبر ـ وقيل الصعار للمتكبر لأنه يميل بخده ويعرض عن الناس بوجهه" انظر: أيضا مادة "الصعر" في القاموس المحيط 2/69، والتاج 3/333
[54964]:انظر: جامع البيان 21/74، وتفسير ابن كثير 3/447، والدر المنثور 6/524
[54965]:المصادر السابقة.
[54966]:الإحنة هي الحقد انظر: مادة "أحن" في الصحاح 5/2068، واللسان 13/8، والقاموس المحيط 3/194
[54967]:انظر: جامع البيان 21/75، والكشف والبيان 6/51، وتفسير ابن كثير 3/447
[54968]:انظر: جامع البيان 21/75، والكشف والبيان 6/51، وتفسير ابن كثير 3/447
[54969]:التشدق هو فعل المتشدق وهو الذي يلوي شدقه للتفصح. انظر: الصحاح مادة "شدق" 4/1501
[54970]:انظر: جامع البيان 21/75
[54971]:انظر: جامع البيان 21/76، والدر المنثور 6/524